السير أن النبى صلى الله عليه وسلم حينما هاجر واختفى فى غار ثور قد أخبر به القرشيون من قبل القصاص الذى عينوه كما أن القصاص أخبرهم أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يتقدم خطوة إلى الأمام بعد هذا الغار. ولكن القرشيين وجدوا أمام ذلك الغار بيوت عنكبوت عديدة فوقه كما وجدوا أمامه عش حمامة وقالوا:«إن هذا المكان لم يدخله إنسان حتى قبل ولادة محمد عليه السلام» وبهذا الادعاء كذبوا القصاص، وكلما أصر الرجل على رأيه كان الله-سبحانه وتعالى-يصرف أذهان هؤلاء عن تصديقه.
[تتبع أخبار الأحداث واضطرارهم لذلك]
كان عربان القبائل يخافون من السيل والأمطار ومن الظلم والتعدى، كما يحترزون من التقلبات الجوية والرياح والعواصف وكانوا مهتمين أشد الاهتمام بأخبار الوقائع والحوادث، ويحصرون أفكارهم فيها حتى لا يصابوا بكارثة دهياء.
وأصبحت لديهم عادة الاطلاع على جميع أحداث الأماكن المختلفة، لذلك يسألون من يصادفونهم من أبناء السبيل عن المكان الذى يأتون منه وعن الجهات التى يتجهون إليها، وعمن رأوهم فى الطريق من قطاع الطرق، وعن العربان المغيرين، وعن مرض الحصبة والأمراض الأخرى، وعن الأماكن التى أمطرت السماء فيها، وعن السهول والوديان والمراعى.
وإذا كان آتيا من بلاد ما يسألونه عن أثمان الأغذية والأوزان ولا يغادرونهم إلا بعد أن يستوفوا إجابة أسئلتهم.
ولكن مثل هؤلاء المسافرين يحترزون من إعطائهم الإجابات الصحيحة لأسئلتهم، ولا سيما عن الأماكن التى يتجهون إليها خوفا أن يقطعوا طريقهم ويغيروا عليهم.
وإذا مر أحد المسافرين فى مجمع خيم البدو وأراد أن يستريح قليلا فيأتى