للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن الخليل فاجأه قائلا «أيها الملعون انصرف عني إننى أنفذ إرادة الله وأمره» فظل الشيطان ناشرا من خلفه.

وبعد أن صرف نبينا سيدنا إبراهيم-على نبينا وعليه التعظيم-الشيطان من عنده ووصل إلى جبل ثبير ووجه حديثه إلى فلذة كبده إسماعيل عليه السلام قائلا:

[نظم]

قال اعلم يا ولدى البر يا خير ولد ... إن الله يدعوك إلى جنة الخلد

بمال عمرك يا ولدى لا تبخلن ... وفى تردد طريق الحق لا تسلكن

اطرح عنك تراب جسمك وعجل بروحك ... يخف عنكا عليك من ثقلك

اجعل الجسد الترابى فى الأرض طريح ... وانعم وانفض التراب عن عين الروح

لا تلق الروح فى فزع وهلع ... وحذار من أن يكون ثوبك أبقع

جد فى سبيل الحبيب بروحك ... لا لا تكترث بعمرك

«أى» يا قرة عينى وجودى، رأيت فى منامى أننى مأمور بذبحك، لذا فإننى مضطر لإنقاذ إرادة الله ذى الكبرياء فانظر ماذا ترى؟! وبهذا الأسلوب يهئ ابنه زهرة عمره فى إنفاذ ما أمر به «فلما أجابه سيدنا إسماعيل بما جاء فى الآية الجليلة: {اِفْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّابِرِينَ} (الصافات:١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>