للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان أهالى كل قرية فى تلك الولايات يذهبون إلى القرى الأخرى يتزاورون للمعايدة فيمكن أن نعتبر ذلك مشابها لأصول معايدة مكة المكرمة.

[القيادة]

تعنى إمارة الجيش وهى عبارة عن قيادة الجيش فى الحرب والقتال.

إن هذه المناصب كانت خاصة بقريش لذا فإنها تتفوق على القبائل الأخرى بهذا المنصب وتفتخر به.

لما أسند ابن كلاب مهام الحجابة والسقاية واللواء والرفادة الهامة إلى ابنه عبد مناف وهو مازال على قيد الحياة فكأنه اختاره وليا للعهد.

وأسند إلى ابنه الكبير عبد الدار مهمة إدارة دار الندوة لتسوية نزاعات قريش.

وقد أوصى عبد مناف بإدارة حجابة البيت واللواء والسقاية والرفادة بموافقة بقية أخوته وخاطب عبد الدار قائلا «يا بنى إننى أجعلك رئيسا على القبيلة، حيث لا يستطيع أى إنسان من أشراف القبائل أن يدخل كعبة الله طالما لم تفتح لهم بابها، ولا يستطيع إنسان أن يعقد لواء الحرب دونك، واللواء المزمع عقده يجب أن يكون فى يدك بلا منازع ولا يستطيع إنسان فى مكة أن يشرب من ماء زمزم إلا إذا سقيته أنت ولا يستطيع إنسان أن يأكل طعاما فى موسم الحج إلا إذا أكل من طعامك. ولا يبت فى أمر من أمور قريش الهامة إلا إذا تم الحكم بذلك فى بيتك.

[اختلاف قريش]

بعد وفاة «قصى بن كلاب» أدار أبناؤه بموجب وصيته لعبد الدار حكومة مكة متفقين، ولكن فيما بعد ظهر بينهم الخلاف، فإن بنى عبد مناف وهم هاشم وعبد شمس وعبد المطلب ونوفل تباحثوا عن شرفهم وفضلهم وفكروا فى انتزاع مناصب الحجابة والسقاية واللواء والرفادة من أيدى بنى عبد الدار فدبت بينهم الخصومة، وتباهوا وقالوا: إنهم أجدر وأحق منهم بالقيام بهذه الخدمة الجليلة وادعوا أنهم الأفضل والأشرف-فى كل الجوانب-من أبناء عمهم عبد الدار، وأخذوا يتحرشون ببعضهم باستمرار، وفى النهاية اتفقوا على أن يحال الفصل فى النزاع الدائر بينهم إلى زعماء القبائل للحكم فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>