أما زعماء القبائل فقد اختلفوا فى أمر هذا النزاع إذ التزمت جماعة منهم جانب بنى عبد الدار حتى لا يخالفوا وصية قصى بن كلاب، والتزم البعض الآخر جانب بنى عبد مناف تحكمهم فى ذلك بعض المصالح العصرية.
وعند ما ظهر هذا النزاع كان صاحب النفوذ فى أبناء عبد الدار هو عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار أما صاحب الكلمة النافذة والأمر فى أبناء عبد مناف فهو عبد شمس بن عبد مناف.
وبعد مناقشات ومجادلات ومحاورات بين رجال القبائل المختلفة التى التزمت جانبا من الجانبين، قرروا إسناد مناصب السقاية والرفادة إلى بنى عبد مناف وتظل إدارة دار الندوة فى يد بنى عبد الدار وهكذا أسكتوا الجانبين وألزموهما بهذا الاتفاق وأجبروا الطرفين على توقيع معاهدة بهذا الأمر.
وبناء على هذا الاتفاق أعطيت مهمة السقاية والرفادة إلى أبناء بنى هاشم بن عبد مناف وبقية المناصب إلى بنى عبد الدار وقد أظهر كلا الطرفين رضاهما وموافقتهما على هذا الحكم، إلى أن توصلوا إلى هذا الحكم والنتيجة كانت ست بطون من قريش قد اتفقت وتعاهدت على أن تحمى بنى عبد الدار من غدر بنى عبد مناف وأطلق على هؤلاء أحلاف قريش وهذه البطون الست هى: بنو عبد الدار وبنو عمرو بن هصيص بن كعب وبنو جمح عمرو بن هصيص ابن كعب وبنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو عدى بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر. وقد سعى كل هؤلاء على أن يصطحبوا أحد أبناء عبد الدار وأن يكونوا عونا ونصرا لهم حتى لا يهزموا أمام بنى عبد مناف.
واتفقت قبائل بنى أسد بن عبد العزى بن قصى وبنو زهرة ابن كلاب وبنى تيم بن مرة بن كعب، مع أبناء عبد شمس بن عبد مناف أما قبائل عامر بن لؤى ومحارب بن فهر فقد بقيت على الحياد ووقفوا موقف المتفرج انتظارا لما سينتهى إليه الأمر.
وأقسمت كل جماعة من الجماعات المتفقة على ألا يتخلوا أو ألا يتراجعوا عما أقسموا واتفقوا عليه.