يقول المؤرخ الأزرقى فى تاريخه أن عدد جبال مكة المكرمة يبلغ اثنى عشر ألفا وكتب مؤلف «البحر العميق» أن قمم الجبال التى ذكرها الأزرقى تميل ناحية مكة المكرمة وكعبة الله كأنها تسجد، وهذه الحقيقة تتضح لمن يلقى نظرة على الكعبة من فوق قمة ثبير، ويذكر أنه قد تحقق من ذلك بنفسه.
يقول ابن النقاش من المفسرين الكرام أن صدور هذه الجبال تكنز الذهب والفضة وكثيرا من المجوهرات الأخرى وستنكشف لمن وعد من الله - سبحانه وتعالى - وكتب أغلب المؤرخين مقالات طويلة فى أوصاف هذه الجبال ومدحها والثناء عليها ولشدة الأسف قد نسيت أسماء هذه الجبال مع مرور الزمن، وغفل الناس عن فضائلها لذا فنحن اكتفينا بذكر أشهرها.
[الأثر السادس والأربعون: جبل أبى قبيس]
جبل أبى قبيس أحد الأخشبين وقد سمى بهذا الاسم نسبة لأحد الحدادين من قبيلة «مذحج» الذى صعد فوق هذا الجبل ونصب خيمة وأقام فيها. وهذا الجبل يقع فى الجهة الجنوبية التى تميل إلى الشرق من البيت الحرام، أى فوق جبل الصفا المقدس الذى يقع فى الجهة الشرقية من مكة المكرمة، ويروى أنه أقدم الجبال خلقا.
[نظم]
لعدم ثبات الأرض جعل ذو الجلال ... جعل فى كل ناحية الجبال
أول جبل على وجه الأرض استقر ... كأنه الفص فى الخاتم قر
وقد زين أكثر من نصف هذ الجبل بالمنازل، واستقر فوق ذروته مسجد يسمو