فى ذكر عدد المرات التى جدد فيها منبر السعادة وعدد المرات التى عمر.
ظل المنبر الشريف إلى عهد الحكم ابن أبى سفيان على الهيئة التى صنعها باقوم النجار، كما ذكر من قبل.
أراد معاوية عندما عاد من مكة المكرمة أن يأخذ المنبر الشريف إلى الشام بعد أن أضاف إليه درجتين إلا أنه لم يوفق فى ذلك، وأحد أسباب عدم نجاحه فيه بل سببه المستقل المهم هو كسوف الشمس؛ لأنه قد حدث كسوف مفزع، عندما أمر بفك المنبر الشريف وحله فأظلمت الدنيا حتى ظهرت النجوم فى السماء وتحولت مدينة الرسول إلى سجن مظلم واستولى الفرع والقلق على أهل المدينة وأخذوا يطلقون ألسنتهم ضد ابن أبى سفيان، وإذ رأى ابن أبى سفيان أن سكان دار السكينة سيقومون كلهم ضده وأن نقل منبر السعادة سيؤدى إلى شر عظيم وسيحطم القلوب، غير أفكاره بسرعة ومهد لها قائلا:«ليس قصدى نقل المنبر الشريف إلى الشام! إذ رأيت بعض أجزاء منبر السعادة قد بليت بمرور الزمن، وخفت من سقوطه؛ لذا أردت أن أطهر وأسوى تحته وأن أصلح وأرمم أجزاءه التى مالت للسقوط والانهدام!!!» وبسط عذره بهذا الشكل فسكن من ثائرتهم وطمأن علماء المدينة بهذه الطريقة ثم قفل راجعا إلى الشام فى سنة ٤٩ هـ.
وكان غرض معاوية من محاولة نقل منبر السعادة إلى الشام، بناء على قول ابن الأثير، هو أن يجافى أهل المدينة ويهينهم لأنهم تغافلوا عن قتل عثمان بن عفان وتهاونوا فى قتله، وحاول أن يأخذ عصا النبى صلى الله عليه وسلم المحفوظة لدى سعد القرظى أيضا، وكان أبو هريرة وجابر بن عبد الله قالا له لا يجوز انتزاع منبر النبى الذى وضعه بنفسه من مكانه إلا أنه لم يعر سمعا لأقوالهما، إلا أن كسوف الشمس التى تنير العالم-كما عرف آنفا-وظهور النجوم الزاهرة وانكشافها نهارا