للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميادين القتال من أسلافه ويذكر أسماء أجداده مفتخرا متباهيا ثم يخوض ميدان القتال ويقتحم صفوف الأعداء.

وهؤلاء قسمان الصنف الأول منهم العربان الذين فى طريق الحرمين فحروبهم منحصرة على الجبال، وبما أن هؤلاء لا يستطيعون أن يواجهوا الناس لا يحاربون فى معارك الميادين المتسعة بل يحاربون مستترين خلف الحجارة كاللصوص.

والصنف الثانى هو أفراد القبائل التى تسكن فى نجد وجبل شمر وصحارى العراق والشام.

ويركب هؤلاء خيولهم ويكونون صفا واحدا متينا أمام أعدائهم ويتحركون وفق أمر واحد منهم وهكذا يشعلون وطيس الحرب وكل من اشتهر بين العربان بالشجاعة ينتمى لهذا الصنف.

[لصوصية البدو]

يطلق على الجانب الشرقى للمدينة المنورة «نجد» وعلى الجانب الغربى منها «غور».

ويعمل عربان جهة نجد على ضرب بعضهم بعضا والإغارة على أموال وحيوانات بعضهم. أما عربان الغور ومصر فهم مكبون على الإغارة على قوافل الحجاج والزوار وأبناء السبيل والقوافل التجارية، ولذلك فإن تعديات الغوريين أخطر وأكثر ضررا من تعديات عربان نجد.

ويحمل الغوريون فى أيديهم دبوسا وسكينا حادا، كما أن لبعضهم بندقية.

ولما كان شغلهم الشاغل اللصوصية والنهب فهم سريعو الجرى حتى إن الفرسان لا يدركونهم إلا بصعوبة. وإذا ما رأوا خرجا أو صندوقا أو أى شئ يحمل يستطيعون أن يحملوها حتى الجبل مهما كانت ثقيلة.

وما يضع إنسان تحته من أكياس وصرر وما يضعه تحت رأسه لحفظه من صرر وخرج يستطيعون أن يأخذوا ما فى داخلها من أشياء ثمينة بخفّة كأنهم وضعوها بأيديهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>