شوطا حول الكعبة، وكنت فى كل مرة أرى الطائر فوق كتف الخراسانى، ومد أحد الطائفين يده ليلمس الطائر لكنه لم يطر، وفى النهاية طار من تلقاء نفسه واستقر فى مكان بالجانب الأيمن من بناء المقام الشريف، وحشر منقاره تحت جناحه ووقف لفترة طويلة، واجتمع الناس حوله ليتفرجوا عليه وفجأة مد أحد أغاوات بيت الله يده وأمسك به ليريه لأحد أصدقائه، فخاف الطائر وصاح صيحة مفزعة، وكان الصوت لا يشبه صيحة الطائر.
وفزع الرجل من صوت الطائر وأطلقه فطار الطائر وحط فوق العمود الأحمر القريب من دار الندوة، ثم طار من بين باب «زيادة الندوة» وباب العجلة فتوجه إلى نواحى جبل قعيقعان.
[طواف الجن]
جاء فى رواية أبى الطفيل المدرجة فى كتاب المسامرات، أن الكعبة كانت مطافا للإنس والجن قبل البعثة النبوية قال: كانت امرأة من الجن ساكنة فى الجاهلية فى مكان يسمى. «ذى طوى» ولم يكن لهذه المرأة سوى ابن واحد فقط وربت المرأة المذكورة ابنها حتى كبر وأصبح من أشراف القوم وتزوج، وبعد سبعة أيام من ليلة زفافه أراد أن يدخل مدينة مكة المعظمة ليطوف بالبيت العزيز.
وأرادت الأم ألا تأذن لابنها بالذهاب فقالت «يا ولدى إننى أحفظك من سفهاء» قريش وأضن بك» ولكنها فى النهاية سمحت له استجابة لتوسلاته، وبما أنها كانت تحب ابنها حبا جما ولن تستطيع على فراقه صبرا فقالت.
أعيذه بالكعبة المستورة ... ودعوات ابن أبى محذورة
وما تلا محمد من سورة ... إنى إلى حياته فقيرة
وإننى بعيشه مسرورة
وما أن أخذ الابن الإذن من والدته وسمحت له بالذهاب حتى تحولت هيئته إلى جنى وتوجه إلى الحرم الشريف، وبعد الطواف عاد من طريق حى «بنى