وكانت فى داخل دار أنس بن مالك بن النضر فى محلة تسمى جديلة والبئر التى وقفت ل «رباط اليمن» فى وقتنا هذا يلزم أن تكون تلك البئر. لأنها تقع بالقرب من دار فحل (١) وفى الطرف الشامى من الحديقة المسماة برومية يعنى بالقرب من ضريح والد النبى عبد الله بن عبد المطلب. وأساسا كان من ممتلكات والد أنس بن مالك بن النضر تعرف فى الجاهلية باسم برور كما سبق ذكرها فى بحث بئر سقيا. وقد ألقى النبى صلى الله عليه وسلم فيها بصاقه فاحلو ماؤها إلى حد أنها صارت ذات ماء ألذ وأخف من جميع مياه آبار المدينة المنورة.
[٥ - بئر إهاب]
الخامسة من الآبار المحترمة البئر التى اشتهرت باسم إهاب وكانت فى داخل القصر الذى يسكنه أساسا إسماعيل بن وليد والذى يقع فى داخل حدائق النخيل الكائنة فى الجهة القبلية للحرة الغربية.
لما أخرجت فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب من بيت جدتها فاطمة الزهراء-رضى الله عنها-كانوا قد أعطوها ذلك القصر وانتقل هذا القصر أخيرا لابن هشام.
وكانت بئر إهاب أساسا بئر والد عبادة سعد بن عثمان. ولما تفضل النبى صلى الله عليه وسلم قائلا يظهر أن عمران المدينة المنورة سيصل إلى بئر إهاب ولأجل ذلك أطلق أهل المدينة المنورة على تلك البئر اسم بئر زمزم وأرسلوا ماءها إلى البلاد الأخرى للتبرك. ولما كانت فاطمة بنت حسين بن على هى التى حفرت تلك البئر فمن العجب أن يطلق عليها بئر زمزم دون أن يطلق عليها بئر فاطمة.
٦ - بئر البصّة:
السادسة من الآبار العزيزة البئر التى يطلق عليها بصة على وزن حبّة.
(١) دار فحل: من الأبنية القديمة، وهى الآن من أملاك أولاد برادة ويقيم فيها بنو عم عبد الجليل أفندى رئيس كتبة «إدارة الروزنامه» ولما كانت بحديقة هذه الدار نخلة عقيم لا تؤتى أكلها، فقد نسبت الدار إلى هذه النخلة وسميت باسمها.