للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى ذكر ما ينسب

إلى النبى صلى الله عليه وسلم من صدقات

روى ابن شهاب أن جميع الصدقات النبوية تتكون مما ترك وتبرع مخيريق (١) من أحبار اليهود من الأموال، وكان مخيريق المذكور من أصحاب الثروة والغنى وبما أنه أرباب العلوم العقلية والشرعية أعتقد بان النبى صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء الذى بشرت الكتب السماوية قدومه فرغب فى أن يسلم قبل جميع الناس. ولكنه لم يرد أن يحدث سوء تفاهم بينه وبين معاندى اليهود، فلم يظهر شعائر الإسلام، ولما ظهرت شرارة غزوة أحد وشرع النبى صلى الله عليه وسلم فى الحرب، فجمع مخيريق أعيان طوائف اليهود ورؤساءهم وألقى خطبة مؤثرة إذ قال لهم: «بناء على أحكام الكتب المنزلة فمحمد-عليه وعلى آله صلوات الله الأمجد-الموجود الآن فى ساحة المعركة نبى آخر الزمان، وحسب الديانة لنذهب حتى نعينه ولما قوبل بجواب خلاف أفكاره المخلصة قال إن هذا اليوم هو اليوم الذى ينبغى أن نظاهره فيه ونفدى فى سبيله بأرواحنا» وانطلق إلى حومة الوغى.

وأعلن إسلامه أمام النبى صلى الله عليه وسلم وقال إذا ما نلت الشهادة أرجوك أن تقبل جميع ما أمتلكه من أموال!!! ثم دخل فى الحرب وبعدما قتل بعض الأعداء نال الشهادة ونال ثناء النبى صلى الله عليه وسلم عليه إذ قال: «مخيريق خير اليهود».

وروى عبد العزيز بن عمران أن مخيريق من بقايا يهود بنى قينقاع.

كما روى الإمام الواقدى بأنه من أخيار أحبار يهود بنى النضير.

وقال الإمام الذهبى بما أنه صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من جملة الصحابة الكرام.

قال الإمام الواقدى: ظل مخيريق على اليهودية ولم يسلم وتوفى فى معركة


(١) انظر: الإصابة ٧٣/ ٦،الدرر ص ١٥١.الطبرى ٥٣١/ ٢ ابن هشام ٢٩/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>