من جهة أخرى، يجب أن تنفذ العملية وفقا لما سبق شرحه وذكره، وأن تحفظ الأشياء التى ستصرف للأبنية العالية من التلف والسرقات، وأن يراعى حسن معاملة العمال المستخدمين، وأن تشكل هيئة مؤقتة من الموظفين الموجودين والمهندسين ورؤساء الحجارين للإشراف على أمور الإنشاء والتعمير.
وقد تقرر فى مجلس الوزراء الخاص أن يعمل أعضاء تلك اللجنة المكونة وفقا لما جاء فى اللائحة التنظيمية لسير العمل، وعرض هذا الأمر على ذاتى السلطانية بعد الاستئذان، فتعلقت إرادتى السلطانية على أن ينفذ ما جاء فى قرار مجلس الوزراء الخاص وصدر أمرى هذا إعلاما وتنبيها وتقييدا من ديوانى السلطانى وقد ذيلت اللائحة المنظمة بختم أعضاء المجلس الأعلى، وصدق من مقام الصدارة العظمى، ثم أرسلت فرمان بأمرى السلطانى.
والآن وأنتم شيخ الحرم ومدير المبانى العالية وموظفىّ الذين أثق فيهم فلتعلموا، أن كل أملى وأقصى مناى أن تعملوا على إتمام بناء ذلك المكان المبارك السامى رصينا متينا واسعا! بحيث يسر الروح النبوى، ولن يتحقق هذا إلا باتباع ما جاء فى فرمانى هذا وألا تجيزوا أبدا تغيير هيئات الأساطين أو تبديل أماكنها لأن هيئتها وأشكالها القديمة مما يتشرف بها، وأن يبذل كل ما فى طاقة الإنسان من إظهار الاحترام والتوقير لإسعاد روح النبى صلى الله عليه وسلم وأن تعملوا على إجراء التعميرات وفق القرار الذى ذكر عاليه، وأن تحرص أن تتحرك وفق ما جاء فى اللائحة التنظيمية وأن تتجنب وتتقى العمل خلاف القرار مغيرا لأحكام اللائحة التنظيمية، لأن المخالفة ستؤدى إلى عدم رضا الله وإلى عدم إسعاد روح النبى صلى الله عليه وسلم فضلا عن المسئولية والندامة فى الدنيا والآخرة وسيخالف رضاى السلطانى من جميع الوجوه، وعدم إظهار أى نوع من التكاسل والتراخى فى هذا الخصوص من مقتضى إرادتى الملكية القاطعة فأعد نفسك وفق ما جاء فى هذا الأمر واعمل على إتمام تعميرات هذا المكان الجليل بكل ما فى طاقتك من جهد وبذل وسعى، فليكن هذا فى علمكم، واعتمدوا على علامتى الشريفة.
تحريرا فى أوائل ذى الحجة الشريفة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف سنة (١٢٧٣).