كان إمام صف الأنبياء-عليه لوائح التحايا-كان يؤدى صلوات النوافل عند أسطوانة التوبة وفى كل صباح عقب الصلاة يتكئ على تلك الأسطوانة الموزونة ويحادث أصحابه.
وكان المساكين الضعفاء ومرضى المدينة والمسافرون والمؤلفة القلوب من الموحدين والمسلمون بلا مأوى ولا مسكن يجلسون بعد أداء صلاة الصبح وكان طبيب مرضى قلوب الأمة-عليه أطيب التحية-يشرف هذه الجماعة ويستند على تلك الأسطوانة ويقرأ الآيات التى نزلت تلك الليلة أو يفسر الرؤيا للذين رأوا الرؤيا فى تلك الليلة ويعرضونها على النبى-عليه السلام-ويستمر جالسا فى ذلك المكان إلى طلوع الشمس.
وزادت تلك الجماعة وازدحم المكان إلى درجة لم يجد بعض الناس مكانا للجلوس حتى أصبح التنفس صعبا، وفى يوم من الأيام ضاق أشراف المدينة من كثرة الازدحام وتضايقوا، وأظهر بعض الناس سأمهم ومللهم فأنزل الله سبحانه وتعالى:«الآية الكريمة»
فشغل الذين أظهروا مللهم وضيقهم بعرض ندمهم الشديد واستغفارهم.
كان سيد الخلق سيدنا محمد يعتكف بجانب هذه الأسطوانة وكان يأمر ببسط فراشه خلف أسطوانة أبى لبابة وفى رواية أخرى أن سرير فرشه يبسط فى الجهة القبلية من تلك الأسطوانة وكان يستند فى أيام اعتكافه على ذلك السرير. وبين أسطوانة التوبة والقبر الجليل أسطوانة أخرى.
وبناء على قول عبد الله بن عمر أن أسطوانة أبى لبابة هى الأسطوانة الثانية من جهة القبر النبوى والرابعة من جهة المنبر الشريف ومن جهة الساحة