لإيقادها مناوبة، ولكن حدث فى الوقت الذى قرر تنفيذ القرار السابق أن الشريف حسين بن عجلان الحسينى الذى عين لإمارة الحجاز من قبل ملك مصر الناصر فرج لبعض الأسباب عزل والى المدينة حجاز بن هبة الحجاز بن منصور الحسينى ونصب مكانه ثابت بن نصير المنصورى واليا وعينه، إلا أن ثابت بن نصير مات قبل الوصول إلى المدينة، وعرف حجاز بن هبة الحجاز، أنه سيعين مكان ثابت بن نصير المتوفى شخص آخر بعزله، فأظهر عصيانه وضم إلى تبعيته بعض العربان الجهلة الحمقى وداس على شرف الإسلام ونهب منازل أعيان المدينة وسادتها بإغراء كلاب العربان ونباحهم.
واستولوا على القناديل الذهبية والفضية التى فى داخل مسجد السعادة والتى توضع بعد فى الصناديق المعدة لذلك وبهذه الطريقة أعلنوا عن عداوتهم وأظهروا شقاوتهم. هل أكتفى حجاز بن هبة بهذا القدر من الشقاوة واقتنع بها؟!! لا- وبعد هذه الوقاحة والسفالة أحضر سلما خاصا لإنزال القناديل المعلقة وستارة مرقد السعادة الثمينة ولكنه لم يوفق فى ذلك وأخذ ستائر أبواب الحجرة المعطرة التى فى الخزانة النبوية وهرب من المدينة المنورة سنة (٨١١) هـ.
وإن كانت الحكومة المصرية استطاعت أن تقبض على السافل حجاز بن هبة بعد سنتين وقتلته إلا أن ذلك الخائن لم يكشف عن الأماكن التى دفن فيها الأشياء المنهوبة سواء أكان وقت عصيانه أو وقت استجوابه ومن هنا لم يخرج شئ منها إلى حيز الوجود.
والأشياء التى نهبها حجاز بن هبة الحجاز من مسجد السعادة صندوقان ذهبيان، خزانة صغيرة ذات درجين المملوءة بالذهب، وقناديل من الفضة تزن سبعة عشر قنطارا و ٧٤٨٥ درهما.
وتراكمت كثير من الهدايا فى خزينة حجرة السعادة بعد هذه الواقعة الأليمة إلى سنة (٨٢٤) الهجرية فى ظرف ثلاث عشرة سنة إلا أن عزيز بن هبازع الذى كان واليا فى خلال تلك السنة استولى على هذه الهدايا قائلا: «فلتبق هذه