وبناء على قول المؤرخين فإن رفع إدريس إلى السماء كان بعد هبوط سيدنا آدم أبى البشر ب ١٤٧٢ سنة وكان أبوه يزد يبلغ من العمر ٥٢٩ سنة فى ذلك الوقت وكانت ذاته النبوية على اختلاف الروايات ٣٢٥ أو ٣٧٠ أو ٤٥٠ أو ٣٦٥ سنة من عمره وبعد هذه الواقعة ظل يزد والده على قيد الحياة مدة ٤٣٥ سنة أخرى.
ومع اعترافنا بأن الله قادر على كل شئ، فإن بقاءه على قيد الحياة هذه الفترة الطويلة أمر خارق للعادة ولهذا لو حكمنا بأن هذه الروايات لا تخلو من الخطأ فإننا نعتقد أن أحدا من القراء لن ينتقدنا ولن يخطئنا.
وعند ما أصبح سيدنا إدريس مظهر الله الجليل {وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا}(مريم:
٥٧) لم يحتمل أحد خلفائه المخلصين ألم الفراق وأخذ يصيح ويصرخ حتى وصل صوت صراخه إلى الملأ الأعلى وأزعج سكانه.
وذات يوم ذهب إبليس اللعين إلى حجرة الخليفة المشار إليه وقال له: أيها العاشق المشتت القلب والوجدان ما أصعب تحمل نار الفراق الحارقة وإيجاد حل لهذا الأمر من أصعب الأمور بل هو مستحيل.
فإذا ما رسمت صورة تحتوى على شمائل حضرة إدريس ثم تضعها فى مكان ما فى حجرتك وأبرزتها بحيث تشاهدها أمامك دائما وتتذكر أوقات مصاحبته لك لعلك تجدد الود المؤثر لآلام فراقك. قال هذا وصنع صورة الجسم لسيدنا إدريس وقدمها لهذا المحب الوفى المتحسر.
وكان ذلك الخليفة صافى القلب ساذجا غافلا عما يهيئ له إبليس من شر ودسيسة وفى نفس الوقت ثملا من شراب فراق إدريس فأخذ الصورة الخالية من الروح التى قدمها له الشيطان، وظل ينظر لها إلى أن حان أجله.
وبهذه الطريقة خفف من نار الشوق لكنه لم يعلن لأحد قط حقيقة الأمر.
حيث ظل على هذه الحال طوال فترة حياته.
وعند وفاة الخليفة عجز الناس الذين رأوا هذه الصورة فى حجرته الخاصة عن معرفة صاحب الصورة وعن سبب وجودها فى حجرة الرجل فظلوا فى حيرة من أمرهم.