ورأى الشيطان أن الفرص سانحة فى هذا الوقت لغواية البشر وإضلالهم فتمثل فى هيئة رجل من الزهاد العابدين وتوجه إلى حيث يجتمع الحيارى فى فهم كنه الصورة التى وجدت فى غرفة الخليفة فتحدث قائلا: إن فى رأيى أن هذه الصورة-وحاشا-صورة الله-سبحانه وتعالى-خالق السموات والأرض.
ولا شك أن العبادة الخفية أكثر قبولا عند الله، لهذا كتم عنا حضرة إدريس- عليه السلام-وخليفته الذى ترك ملذات الدنيا وأخفيا تعبدهم لهذه الصورة وبهذه المقدمة دفع الناس إلى الضلالة وأراهم أول طريق للضلالة.
وانخدع الناس بمظهر الشقى الأبدى المتخفى فى زى المتصوفة وأعدوا صنما وأخذوا يمارسون طقوس عبادة الأصنام.
وقد نقلت هذه الحكاية عن مؤلف (روضة الصفا مولانا محمد خاوند).
والشخص الذى قال عنه إنه أحد خلفاء سيدنا إدريس هو الحكيم أسقلينوس أعقل وأرشد خلفائه وأفضلهم إلا أن عبارة:«أخذ من الشيطان الصورة المجسمة لسيدنا إدريس ولم يغيبها عن نظره»،لا بد وأن تكون غير صحيحة لأن سيدنا إدريس اتخذ لنفسه أربعة من الخلفاء هم «إيلادس» و «أوس» و «أسقلينوس» و «بسلوخس» وأسند إدريس-عليه السلام-لكل واحد منهم إدارة جهة من جهات الدنيا الأربع، وكان «أسقلينوس» أكثرهم زهدا وورعا؛ لذا نال لقب خليفة الخلفاء.
وفى أثناء رفع سيدنا إدريس إلى السماء كان «أسقلينوس» فى بلاد اليونان، مركز الجهة التى كلف إدارتها ولما علم بالأمر ظل يبكى وينوح لفترة طويلة وأزعج الناس فى الدنيا ببكائه ونواحه، وفى النهاية قام بعمل رسمين مجسمين لسيدنا إدريس-عليه السلام-أحد الصورتين وهو جالس على كرسى والأخرى وهو يرفع يده إلى السماء واعتاد فى أثناء عبادته أن يلقى نظرة على هذين الرسمين.