وفى أثناء انتقاله من يد لآخر أخذ كل واحد من ملاكه يضيف إليه زينة حتى وصل إلى يد خالد بن زيد وتحت تصرفه وبناء على هذا التقدير قد شرف سيد العرب والعجم المنزل الذى أسس وطرح من أجله منذ سبعمائة عام.
وكانت منازل بنى النجار فى ذلك العصر فى غاية المتانة بالنسبة لمنازل الأنصار، والمكان الذى بركت فيه الناقة وهى ترعى هو الساحة التى بنى فيها فيما بعد المسجد النبوى الشريف.
وكانت ساحة مسجد السعادة فى مائة ذراع طولا وعرضا وكان مكانا مخصصا لتجفيف البلح وكان يمتلكها يتيمان وسيمان ابنا رافع بن عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار واللذان تربيا فى حجر معاذ بن عفراء وعلى قول، أسعد بن زرارة وكان معاذ خال عبد المطلب بن هاشم، لأن كل واحد من أهل المدينة فى تلك الأوقات له ساحة لتجفيف البلح قدر حاله، وقد اشترى النبى صلى الله عليه وسلم هذه الساحة بعشر قطع ذهبية وطرح عليها مسجده الشريف وأسسه.
قد امتلك منزل أبى أيوب الأنصارى عبدة بن أفلح وباعه فيما بعد لمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بألف قطعة ذهبية، وقد اشتراه بعد مدة الملك المظفر ابن أيوب بن شادى وهدمه وبنى على ساحته مدرسة مكتملة خاصة بعلماء المذاهب الأربعة وجعل فى داخلها مكتبة ووقف لها كتبا كثيرة نفيسة متنوعة.
كما أوقف مشروطا لتلك المدرسة والمكتبة بعض البساتين فى المدينة وعقارات متعددة فى الشام، كما اشترى كثيرا من الدكاكين والأراضى فى بلده وأوقفها، ولكن لشدة الأسف! أن تقلبات الزمان قد محت ولم تترك اسما ولا ذكرا لهذه الأشياء سواء أكانت تلك الكتب النفيسة التى أوقفها أو ما أوقفه من عقارات وأملاك شرط تعمير المدرسة وترميمها.
وكانت هذه المدرسة فى العصور القديمة عامرة ومشهورة بين الأهالى بالمدرسة «الشهابية» وقد خربت قبل عدة مئات من السنين، ويروى المؤرخون أن فى الميدان الصغير الذى كان فى داخل المدرسة «الشهابية» وفى الطرف الغربى