لم يستطع سكان دار السكينة فى ذلك اليوم أن يتمالكوا حرية إرادتهم وأخذوا يظهرون فرحهم وسرورهم على طريقتهم ولا سيما الأطفال كانوا يهنئ بعضهم البعض ببشرى «جاء محمد رسول الله»،ولما لم ير كل الناس من شدة الازدحام صاحب الرسالة وجماله النبوى صعدوا فوق أسطح المنازل وأخذ يسأل بعضهم بعضا، هذا هو محمد؟ هذا هو رسول الله.
لما كانت ثنية الوداع مكانا فى الطرف الشامى من المدينة المنورة ذهب بعض المؤرخين إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد شرف المدينة المنورة من ناحية الشام؛ إلا أنهم مخطئون فى ذهابهم هذا؛ وفى الواقع وإن كانت ثنية الوداع فى ناحية الشام؛ إلا أن كل ثنية يودع فيها الناس بعضهم تسمى «ثنية الوداع» ومن هنا ففى المدينة عدة ثنيات للوداع، وليس هناك شك فى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد شرف مقبلا من ناحية مكة المكرمة حتى إن مصراع «من ثنيات الوداع» يدل على أن المدينة المنورة عدة ثنيات.
إن منزل أبى أيوب الأنصارى-رضى الله عنه-السعيد كان قصرا يجذب القلوب بناه تبع الحميرى لملك العالم-صلى الله عليه وسلم-قبل وقوع الهجرة النبوية النافعة قبل سبعمائة سنة كما ذكر فى الصورة الثالثة من الوجهة الرابعة لمرآة مكة.