للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدة (١) بنت مضاض بن عمرو ولكنه تأثر بوفاة والدته هاجر أشد التأثر ولم يكن هناك شئ يسرى عنه، لذلك انغمس فى الخروج للصيد، وكان يتوهم أن الصيد سيدفع عنه الآلام والأحزان.

وذات يوم ذهب سيدنا إبراهيم إلى مكة المعظمة مستأذنا من زوجته السيدة سارة-رضى الله عنها-بنية العودة سريعا ليطمئن على ابنه دون أن يترجل من على ظهر حصانه.

ولما وصل إلى مكة المكرمة عرف أن السيدة هاجر قد انتقلت إلى دار البقاء، وأن سيدنا إسماعيل ذهب إلى صحراء بعيدة بعض الشئ من أجل الصيد، ولما كان جائعا طلب من زوجة ابنه «سيدة بنت مضاض بن عمرو» قليلا من الطعام فلما أجابته المذكورة قائلة: لا يوجد عندى طعام قال لها: عند ما يعود زوجك أقرئيه منى السلام، وقولى له أن يغير عتبة بيته ومضى.

وعند ما رجع إسماعيل-عليه السلام-من الصحراء قالت له زوجته «جاءنا اليوم شيخ صالح وقد ألمح إلى مسألة غريبة بقوله: إنه يقرئك السلام وعليك أن تغير عتبة بيتك» بناء على هذا طلّق سيدنا إسماعيل زوجته سيدة، وتزوج من «رعلة بنت عمرو الجرهمى» وأنجب منها أولادا كثيرين.

يطلق اسم العرب المستعربة على القبائل العربية المنحدرة من صلب سيدنا إسماعيل، واسم العرب العاربة أو العرب العرباء على القبائل التى ينتهى نسبها إلى قبائل قحطان وجرهم.

واستمر سيدنا الخليل بعد ذلك لفترة يستأذن من السيدة سارة. ويذهب إلى مكة كما كان يذهب من قبل ليطمئن على أحوال ابنه إسماعيل. وفى زيارة من زياراته لم يجد ابنه إسماعيل وسأل عنه زوجته. وكانت (٢) رعلة بنت عمرو بحق الزوجة الوفية المخلصة اللائقة بإسماعيل، إذ أخبرت عن ذهاب زوجها إلى واد قفر من أجل الصيد.


(١) وفى قول آخر إنه تزوج عمارة بنت سعيد بن أسامة بن اكيلى من رؤساء العمالقة.
(٢) يروى على قول أنها سيدة بنت مضاض بن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>