بيت الله أنواع من الديباج الغالى الثمن، ولم يكن يحاك كالكسوة حتى لا تخسر من ملامسة الأيادى، ولم يكن الأزرار يدرج فيها، وفى يوم عاشوراء كانت الأقمشة التى علقت يوم التروية تحاك بعضها ببعض، وتأخذ شكل الكسوة وتظل على هذا الشكل إلى اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان، وتعلق فوق هذه الكسوة كسوة أخرى من قماش القباطى السميك.
وقد قرر فى عهد المأمون العباسى تغيير الكسوة الشريفة ثلاث مرات فى السنة، فكانت تعلق فى يوم التروية كسوة مصنوعة من قماش أحمر، وفى غرة رجب كسوة مصنوعة من القباطي السميك، وفى أول أيام عيد الفطر المبارك تعلق كسوة من ديباج أبيض، وأخيرا اتخذ تغيير الملاصق للديباج الأحمر فى يوم عاشوراء عادة متبعة، إلا أن هذا الإزار كان مصنوعا من قماش رقيق ولا يتحمل سنة واحدة؛ ولذا رئى تغييره فى يوم عيد الفطر المبارك مع تجديد الديباج الأبيض.
وفى عهد المتوكل بالله تمزق الإزار المذكور إربا من أيدى المتوسلين ولم يتحمل إلى شهر رجب.
فأرسل من بغداد عاصمة دار الخلافة إزارين، وتقرر أن يصل الديباج الأحمر الذى يطلقون عليه «القميص» إلى الأرض ويلامسها وأن يجدد الإزار مرة كل شهرين.
وسبب تجديد الإزار مرة كل شهرين كون القميص غاية فى القصر لأن قطعة الستارة التى يطلق عليها القميص كان قد صنع قصيرا جدا بحيث لا تصل إليه الأيادى، وذلك فى عصر المتوكل بالله وكان الناس مضطرين أن يتوسلوا بالإزار، لذا كان الإزار يتمزق سريعا ويصير قطعا صغيرة.
وكانت ستارة الكعبة فى العصور الإسلامية ولا سيما في عصر المتوكل بالله تصنع من قطعتين:«القميص» و «الإزار» وكان الجزء العلوى من هذه القطع يطلق عليه قميص والجزء الأسفل إزار تشبيها لهما بالقميص والإزار.