للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسراء والتطابح. وفى عهد جاهلية العرب من المنسوجات مثل «الخطارف والخزن والخضر والصفر والكرار والنمارق العراقية والحبرات اليمانية وفيما بعد أطلق على الجزء السفلى من الكسوة والذي يلى أرضية المطاف «الإزار» كما سيرد فيما بعد.

والكسا التى تعلق فى أيامنا ليست قطعتين كما كانت من قبل بل قطعة واحدة، والكسوة البيضاء التى نرتديها وقت الإحرام تتكون من قطعتين لأن البيت الأعظم يكسى بالإحرام، بينما يخرج الحجاج إلى عرفات أى تعلق على الكعبة قبل حلول عيد الأضحى بأيام كسوة بيضاء، واسم هذه الكسوة البيضاء بناء على تعبير عرف البلد إحرام، وهى بدل الكسوة التى كان يطلق عليها قديما «الإزار» وغيرت الكسوة فى عهد نبينا السعيد، مجدد بنيان الشريعة (عليه أقوى التحية) بالأقمشة اليمانية، وفى أيام الخلفاء الراشدين غيرت بالديباج المزركش، وأخذت تغير مرتين فى السنة فى يوم «التروية» ويوم «عاشوراء» وهذا التجديد أصبح عادة متبعة.

روى أبو عروبة أن النبى صلى الله عليه وسلم علق على الكعبة كسوة مصنوعة من قماش يسمى القباط كما يروى بعضهم أن عمر وعثمان - رضى الله عنهما - علقا كسوة على الكعبة.

وروى الإمام «الباقر» أن الذى حول ستارة الكعبة إلى الديباج هو يزيد بن معاوية.

وينقل أن الذى غير كسوة الكعبة إلى الديباج هو عبد الله ابن الزبير (١) ويقول الإمام الفاكهى «إن أول من علق الديباج الأبيض على الكعبة هو هارون الرشيد.

وكان صنع الكسوة من الديباج الأبيض من القواعد الجارية إلى عهد محمود سبكتكين». وبدل محمود سبكتكين الكسوة إلى الديباج ذا اللون الأصفر، كما بدلها ناصر العباسى بقماش أخضر، وفيما بعد بدلها بالقماش الأسود كما سنبين فيما يأتى.

يطلق يوم التروية على اليوم الذى قبل يوم عرفة، وكان قديما يعلق على سطح


(١) وقد جدد ابن الزبير الستارة الشريفة عام ٦٤ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>