وإن كان الإمام الواقدى قد نقل عن أبى هريرة أن أول من علق الكسوة على الكعبة ذلك الملك السعيد إلا أن عبد الرزّاق قال ناقلا عن ابن جريج، أن الذى علق الكسوة على الكعبة قبل جميع الناس هو إسماعيل (عليه السلام).
وادعى «زبير بن بكار» بناء على أخبار بعض أئمة الرواة أن أول من كسا الكعبة المعظمة هو «عدنان» أو رجل آخر عاش فى عصره «انتهى».
وبعد عودة الملك تبع شرع فى إرسال الكساء إلى البيت المكرم من جميع أقطار العالم. وكانت بعض الكسا تعلق على الكعبة وبعضها تحفظ فى خزانة الكعبة وكانت، تجدد من حين لآخر. وكانت الكسا تعلق بعضها فوق بعض، ولم يكن تعليق الكسا خاصا بالرجال بل هناك نساء كسين الكعبة.
إن والدة عباس بن عبد المطلب «نتيلة» أو «نتلة» كانت أولى النساء اللاتى كسين الكعبة. ولم تنل هذا الشرف من نساء قدماء العرب غيرها، وكان سبب نيلها هذا الشرف نذرها لابنها وهى نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر، وكان ابنها عباس ضاع منها فى صغره، فنذرت قائلة إن وجدت ابنى سأقدم كسوة إلى الكعبة ولما وجدت ابنها أوفت بنذرها بأن كست الكعبة بالديباج وأنواع أخرى من الأقمشة الغالية.
وقرر القرشيون كساء الكعبة عن طريق المناوبة، وذلك بفرض الضريبة على القبائل، والنقود التى تجمع منها تنفق فى كساء الكعبة، وقد راعوا هذا القرار ابتداء من عهد قصى «بن كلاب بن مرة إلى عصر أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد الله ابن مخزوم، ولكن «أبا ربيعة» أقنع أفراد القبيلة بأن تكون كسوة الكعبة سنة بين جميع أفراد القبائل، وسنة تكون على حسابه، كما ذكرنا سابقا ولذا كان القرشيون كلهم يكسون الكعبة سنة ويكسوها «أبو ربيعة» بمفرده سنة، واستمرت هذه الحالة إلى أن توفى أبو ربيعة.
وكانت الكسا التى تعلق على الكعبة من أقمشة مختلفة وكانت تصنع فى زمن تبع الحميرى من أقمشة مثل الحصيف والمغافر والحصايل والعصب والمسوح