وبعد وفاة أبى عزيز قتادة انتقلت إمارة مكة المكرمة إلى الشريف حسن بن أبى عزيز قتادة. إلا أن مسعود بن محمد ملك اليمن حمل على حسن بن قتادة، بناء على الأمر الذى تلقاه من أبيه محمد ملك مصر، وبعد قتال تغلب على حسن واستولى على مكة، وعاد إلى بلاده بعد أن عين شخصا يسمى «نور الدين عمر بن رسول» واليا على مكة، وإن كان الشريف حسن تقاتل مع نور الدين على بن رسول فى وادى الحديبية سنة ٦١٠،إلا أنه انهزم وذهب إلى الشام وبعده إلى بغداد حيث توفى سنة ٦٢٦.
والملك مسعود الذى انتزع إمارة مكة من حسن بن قتادة هو يوسف بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر أيوب المشهور بلقب «أقسيس».
وعند ما شاع موت حسن بن قتادة نصب الملك مسعود شخصا يسمى «صارم الدين ياقوت المسعودى» واليا على مكة، ولما مات فى نفس السنة تجرأ نور الدين على بن عمر بن رسول السالف الذكر على الاستيلاء على اليمن وأخذ البيعة لنفسه.
وعند ما مات الملك مسعود عين والده الملك الكامل واليا على مكة شخصا يسمى «طفتكين التركى» من مصر وأرسله إليها إلا أن الشريف راجح بن قتادة طرد طفتكين التركى من مكة بواسطة الجنود الذين أتوا من قبل ملك اليمن نور الدين.
وحرص الملوك المصريون واليمانيون-بالجهل-على أن يذكر أسماؤهم فوق منابر مكة المعظمة، فالتزم المصريون جانب طفتين التركى واليمانيون جانب الشريف راجح بن قتادة، فأجلسوا الشريف راجح على كرسى الإمارة سبع مرات وأبعدوه سبع مرات، وكذلك طفتكيين التركى سبع مرات فى خلال سنة ٦٢٧ إلى ٦٣٧.
وحج ملك مصر الصالح بن كامل فى سنة ٦٣٧ شخصيا، وعين مكان الشريف راجح أمير المدينة الشريف شيخه ابن قاسم الحسينى للقضاء على النزاع