للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء على ما قرره أئمة علم الأنساب الذين صاغوا لآلئ بحر نسب معلم الكائنات-عليه أطيب الصلوات-أن الجوهر النقى لحضرة سيد الكائنات نبينا- عليه أطيب الصلوات-انتقل من مستودع الأصلاب الطاهرة وقوة ظهر العرب العرباء إلى درة وشاح ظهور الأمهات إلى أن آلت إلى الصلب الطاهر لعبد الله بن عبد المطلب ووصلت منه إلى رحم أمه آمنة بنت وهب، وكل هذه السلسلة من الآباء والأجداد من أعرق الأصول من جهة الآباء والأمهات لذا خلا من دم فاسد إذ تم زواج هؤلاء وفق الشريعة الغراء لعصرهم وجاء طاهر النسب بعيدا من دنس السفاح. انتهى.

ولا بد أن وصول زراح بن ربيعة-أخى قصى بن كلاب من أمه-إلى مكة المكرمة مع القوة العسكرية الكافية، قد صادف موسم الحج، حيث أعلن ابن كلاب بن مرة على الناس أنه لا يجوز إبقاء عادة الإجازة، ورأى ذلك فرصة مناسبة لطرد بنى خزاعة عن الحدود الميمونة لحرم الله.

وأسرع بمطالبة أصحاب الإجازة أن يكفّوا أيديهم عن تنفيذ ما يأملونه ووجه الحديث إلى رؤساء قبيلة صوفه الذين قطعوا الطريق على الحجاج ليمنعوهم من المرور فى مضيق منى يوم رجوع الحجاج إلى مكة المكرمة وقال لهم: يا معشر قبيلة صوفة إن المطلعين منكم على علم الأنساب يعلمون أن حبل نسبى المتين يتصل بعدنان وأن وشيجة نسب عدنان تتصل ب‍ قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم- على نبينا وعليه أفضل التسليم-ولهذا فإننى أرى أن كتفى يليق بخلعة الإجازة الموشاة وإننى أستحق أعلى المناصب، ولذا أرى أنه قد حان الوقت لإزالة العادة غير المشروعة لنظام (١) الإجازة واعتبارا من هذا اليوم، فإن لكل إنسان الحق فى أن يجتاز ممر منى وقتما يريد.

وإننى إذ أعلن هذا أبين لكم أننى فى صدد اصطحاب أتباعى الشجعان وأمر من ممر منى قبلكم وأخذ جنود قبيلة قضاعة الذين لا يحصى عددهم ولا يعد وتحرك صوب مكة المكرمة.


(١) الإجازة: ترخيص يتضمن مرور وعبور أبناء السبيل من مكان ما بأمن وسلام ويقال إنه المرشد الذى يرافق جماعة لكى تعبر من طريق مخيف ومعناها اللغوى هو الإذن لرجل بالعبور من مكان إلى مكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>