الخاص بذلك يحضر فى المكان الخاص لاستقبال موكب المحمل فى ميدان محمد على وزراء الداخلية والجهادية والأشغال ومحافظ مصر والباشوات والوجوه والأعيان بينما يصطف فى أركان ذلك الميدان جنود نظاميون واقفين في حالة الانتباه والسلام، ويسلم المحمل الشريف بكل وقار وأدب إلى يدى الشخص الذى نصب أمير الحج.
وتطلق المدافع إيذانا لذلك الأمر ثم يشيعون موكب المحمل الشريف إلى مكان يطلق عليه «العباسية».
ويسير خلفهم كتيبتان من الجنود وعلى ظهورهم آلاتهم الموسيقية وبعدهم الضباط الحربيون، وبعدهم المحمل الشريف، وبعدهم الفرسان وتزدحم الطرق بالمشاهدين ازدحاما شديدا، ويقوم رجال الشرطة بالمراقبة والحراسة تحسبا لما قد يقع مما يخل بالآداب العامة.
وإن كان الاحتفال بموكب المحمل الشريف من العادات القديمة إلا أنه لم يكن منظما، وقد اعتنى فيما بعد بهذا الاحتفال أعظم عناية ولا سيما فى هذا الزمن الذى ترقى فيه الناس، وقد وصل المحمل المصرى فى نظامه وعظمته وجلاله إلى درجة تحير العقول.
وقد صنعت ستارة المحمل الشريف في سنة (١٢٩٣) فى ظل المبرة السلطانية في غاية الجمال ونقشت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التى على الستارة نسجا فى غاية الجمال، وكانت الخطوط التى كتب بها الآيات والأحاديث تقليدا لخط عبد الله زهدى بك وهو من كبار الخطاطين ولا شك أن منظرها الجميل كان يفوق سابقتها بمراحل.
ولا سيما وضع الطغراء السلطانية التى تتوسط الكسوة والتى تحمل صفات السلطان الحميدة كان مستحيلا ألا يوجب تعجب الناس.
وإن كان المحمل الشريف مثل القفص ومصنوعا من الخشب إلا أن غطاؤه كان نوعا من الحرير الأسود، وعليه بعض الآيات الجميلة منسوجة «بالصرمة»