فيه عين زبيدة إلى مكة المكرمة تبلغ ستة آلاف ذراع تقريبا، وقد عهد بإصلاح مجارى عين زبيدة فى هذه المسافة للمهندس (١) الذى عينته الجمعية.
أما المواضع التى أصلحت علاوة على ذلك فهى المسافة الممتدة من عرفات حتى وادى النعمان وقدرها (٣٣٥٠) ذراعا كما تم الاتفاق مع المهندس المذكور على أن تكون تكاليف كل ذراع ١٦ ريالا وثلاثة أرباع الريال، وقد أنجز تلك المهمة على الوجه الأكمل وكان ذلك فى ٢٩ رجب سنة ١٣٠٠ هـ.
قد بلغ ما جمع من حجاج الهند وأهالى مكة وغيرهم من المعونات إلى هذا التاريخ مبلغ (٨٢١٦٨) قطعة ذهبية وأرسل (٦٧٠٠) قطعة ذهبية منها من صندوق بومباى.
وقد أنفق مبلغ (٥٥،٢٨٧) قرشا لإصلاح وتعمير مجرى عين زعفران التى ضمت لعين زبيدة وذلك بشرط أن يحسب الريال بثمانية وعشرين قرشا ولليرة خمسة عشر قرشا والباقى من المبلغ صرف لطرق عين زبيدة وإصلاح مجاريها.
والسبب فى اضطرار اللجنة إلى إنفاق هذه المبالغ الطائلة من الدنانير الذهبية هو انسداد وانغلاق المنبع البالى لعين زبيدة، يعنى انسداد مجمع مياه وادى حنين ووادى النعمان وانغلاق ذلك المجرى الواسع وأيلولته للخراب.
إن ذلك المجرى يأتى إلى قهوة عرفات من تحت الأرض وعن طريق وادى النعمان، وبعد ذلك يجرى على وجه الأرض أحيانا ومن داخل الأرض حتى يصل إلى مجرى مغطى يسمى فقير الدبيلو «خومة وخاسرة» حتى يصل إلى قناة صناعية تسمى «بازان الجديد» وهنا يخرج على سطح الأرض ويمر بقناتين صناعيتين قنطرة العابدية والمزدلفة، ويصل إلى رقم الوبره ومنه إلى مفجرة وبعده بازان الجنة الواقعة فى منى وعقب ذلك إلى القناة الصناعية «بازان القاضى».
وبعد ذلك يهبط بحذاء دار الشريف عبد المطلب ويصل إلى مكة المعظمة، وإذا ما قيست هذه المسافة فهى تصل إلا ثلاثين كيلومترا.
(١) هذا المهندس هو صادق بك ممن تولوا رتبة قائمقام الأركان الحربية.