قال بعض الأئمة الكرام: المقصود بهذا اللفظ هو مسجد السعادة وقال الآخرون المقصود من المصلى هو مصلى العيد النبوى إذا ما نظر إلى ما رواه راوى الحديث الثانى عقب حديثه أن أباه يحيى قال إننى سمعت عندما، سمع سعد بن أبى وقاص هذا الحديث سارع بشراء بيت فخم بين المسجد الشريف ومصلى العيد وبالنظر أيضا إلى ما قاله، جناح النجار كنت ذهبت مع عائشة بنت أبى وقاص إلى مكة فسألتنى ونحن نخرج من المدينة قائلة «يا جناح أين يقع المنزل الذى تسكنه؟» فلما أجبت قائلا «فى بلاط المدينة» فقالت: «أحذر من التفريط فى هذا المنزل لأن والدى سعد بن أبى وقاص كان يقول إنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «بين مسجدى ومصلاى روضة من رياض الجنة».ومن هنا يلزم المصلى التى وردت فى الأحاديث أن يكون مصلى العيد.
التوضيح: بما أن الموقع المسمى ببلاط قد عرف فى بحث (أرواق المدينة) فهو رصيف الجادة الواسعة الذى يبدأ من المسجد النبوى وينتهى عند مصلى العيد.
وبما أنه قد ثبت أن ما بين مصلى العيد ومسجد السعادة روضة من رياض الجنة فمن هنا يلزم أن يكون مسجد السعادة كله الروضة المطهرة ويومئ ما ذكره طاهر بن يحيى وجناح النجار اقتضاء هذا الحكم.
وعلى هذا التقدير قد بين أفضل الناس (عليه الصلوات) أن منبر السعادة سيحشر يوم القيامة مثل سائر المخلوقات وأنه سيوضع فى محله الذى فيه الآن وأن الذين أدوا الصلاة بجانب المنبر ذى الفيوضات سيكونون كالذين أدوا الصلاة فى عقر الكوثر فالذين يداومون على أداء الصلاة فى الروضة المطهرة كأنهم يتعبدون فى جهة من حوض الكوثر وقاموا بأعمال صالحة تتيح لهم شرب الماء من ذلك الحوض، قد بين ذلك فى الأحاديث التى سطرت فيما سبق وبهذه الإشارة الواضحة رغب ضعفاء أمته للتعبد بجانب منبر السعادة وقد اتفق العلماء فى نقل منبر السعادة إلى عرصة العرصات فى يوم القيامة إلا أنهم اختلفوا فى كون المنقول المنبر الحالى أو سيخلق ويصنع منبر آخر لائق بخطيب منبر اللاهوت عليه السلام؟ قال فريق من العلماء إن المنبر الحالى سينقل كما هو إلى أرض