المحشر وأنه سيركز فى عقر حوض الكوثر وقد قرر فريق آخر أنه سيخلق منبر آخر قد رجح ذلك ابن عساكر ومن يوافقون رأيه من الأكابر كما أن ابن النجار قبل ذلك الرأى ونشره.
وقد حمل الإمام مالك فى بحث تعريف الروضة المقدسة الحديث السالف على ظاهره وقال: الروضة المطهرة روضة نفيسة من رياض الجنان، لأجل ذلك لن تمحى وتباد مثل المنازل الأخرى وستنقل إلى أرض الجنان الساحرة على هيئتها، وقد قبل أكثر العلماء هذا الرأى المصيب حتى قال برهان بن فرحون ناقلا عن ابن الجوزى وآخرين إن الصلوات التى تؤدى فى الروضة تستلزم دخول الجنة المطهرة وتنزل أقسام الرحمة فإنها مثل رياض الجنة من حيث المداومة فى العبادة فى الروضة المطهرة وملازمتها.
وقال إن استمرار النبى صلى الله عليه وسلم فى العبادة والطاعة فى ذلك المكان المطهر محمول على هذا السر وبهذا أيد قول الإمام مالك.
وأن الحكم على موقع بأنه مسعود ومبارك يتوقف على أن ذلك الموقع قد اكتسب شرفا وسعادة بطاعات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعباداته، وإذا قيل بمقتضى (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) إن العبادة لله-سبحانه وتعالى-حيثما تكون تؤدى إلى دخول الجنة يلزم منه أن تخصيص المنبر المنير والروضة المطهرة بزيادة الشرف الثابت بدلالة الأحاديث الصحيحة لا فائدة منه ولا قيمة له، وهذا لا يجوز، ومن هنا فمن الأولى أن يحكم أن الروضة المطهرة جزء من الجنة بناء على قول الإمام مالك كما يقال إن الحجر الأسود من حجارة الجنان.
يقول ابن زبالة إن أسامة بن زيد بن حارثة رأى ناقل الحديث إبراهيم مصليا فى ركن من أركان المسجد الشريف وبعد السلام أمسكه من يده وذهب به إلى المنبر الشريف وقال يلزم عليك أن تصلى ها هنا فمن المحتمل أن يكون هذا المكان بالذات من رياض الجنة، كما أن الحجر الأسعد من أحجار الجنة! إن الروضة المطهرة ستنقل إلى الجنة فى يوم الحشر إن هذه المزيه تدل على منزلة نبينا صلى الله عليه وسلم،