كما تدل على متابعته لإبراهيم (على نبينا وعليه التسليم).قد أنعم الله سبحانه وتعالى على إبراهيم بالحجر الأسود وهو من حجارة الجنة كما أنعم على نبينا صلى الله عليه وسلم بالروضة المطهرة.
كما لا يخفى على أهل الفهم والذوق أن هناك فرق بين التخصيص والتنصيص فإذا حمل الحديث السالف الذكر على ظاهره وفق قول الإمام مالك المختار فرجحان المدينة المنورة على سائر البلاد وفضلها ومزيتها يصل إلى درجة اليقين والثبوت نورها الله تعالى إلى يوم القيامة.
إن الروضة المطهرة التى ثبت بالبراهين المقنعة أنها جنة من رياض الجنان إلا أن العلماء قد اختلفوا فى تعيين وتعريف حدودها، فقال بعضهم إنها من المنبر المنير إلى أن يتصل بالجهة القبلية والشمالية من الجهة القبلية والشمالية للحجرة المعطرة بالتدريج.
ولما كان طول منبر السعادة خمسة أشبار تظهر الروضة المطهرة تقريبا مثلثا ذى أربعة أضلاع، وبناء على هذا التعريف يلزم أن يكون داخل الخطوط الأربعة فى الشكل الأول الروضة المطهرة وبناء على هذا يقتضى ألا تكون مقدارا من الأرض التى توجد فى الجهة القبلية بين القبر الشريف والحجرة اللطيفة يعنى المحل الذى يتسع لصف من المصلين وألا يعد من الروضة المطهرة، مع أن هذا المكان الذى ما بين الصف الأول من الأساطين التى فى الجهة القبلية للروضة المقدسة والسور الخشبى الذى أمام محراب النبى ولما كان وجود مكان سجود النبى صلى الله عليه وسلم يكسب الروضة المطهرة مزية فلا يحكم على صحة القول المذكور.
وقال بعض العلماء إن الجهات الأربعة للروضة المطهرة متساوية إلا أن محاذاة الحجرة المعطرة التى هى بيت عائشة-رضى الله عنها-من الشمال والجنوب فى محاذاة منبر السعادة فى الناحية الشمالية والجنوبية.
وبناء على ما يظهر فى الشكل الثانى فإنه عندما تعرض المنبر الشريف مع جدرانه ومسجد السعادة للحريق مرة ثانية ورئى تجديدهما سحب الجدار الجديد