ناحية الحجرة المعطرة وبهذا قد خرج عن محاذاة الجدار القديم قليلا ومد ناحية الجنوب وبهذا أخذت هيئة الروضة المطهرة شكلا مربعا ولما كان المحل الملحق مسقفا فى عصر السعادة فحكم على أنه من الروضة المطهرة.
قد ذهب بعض الناس من المؤرخين العلماء إلى أن بعض محراب النبى- وعلى قول-كله أنه الطرف الخارجى للروضة المقدسة، ولم يرد دليل قوى يؤيد هذه الرواية وتردد العلماء قديما فى التصديق على أن يكون محراب النبى خارج الروضة المطهرة وبناء على هذا فلابد أن يكون المؤرخون مخطئين فى ذهابهم إلى هذا إذا ما نظر إلى الشكل الثالث بدقة يرى أن المصلى الشريف فى داخل الحجرة المعطرة فيفهم من أول نظرة أن الرأى الذى ذهب إليه حكم باطل.
وإن كان هناك اختلاف فى المسافة التى بين مرقد النبى والمنبر الشريف من حيث مساحته الذراعية إلا أن هذا الاختلاف فى تعيين مدى سمك جدران حجرة السعادة وقد ذهب فريق من المؤرخين إلى أن المسافة بين المنبر المنير ومرقد السعادة أربعة وخمسون ذراعا وستة أصابع وذهب فريق آخر إلى أن المسافة ثلاثة وخمسون ذراعا وستة وشبر واحد وفى الحقيقة أن المسافة ثلاثة وخمسون ذراعا وستة أصابع وبناء على هذا الحساب فإن الفريق الثانى قد قاسها من داخل الحجرة الشريفة.