الأشهل يفرون إلى القرب من خيبر، وبعد هذا القتال بعام واحد تنازل ابن سماك عن دعواه ورضى أن يعود بنو حارثة إلى أرض يثرب، إلا أن بنى عبد الأشهل تشاءموا من النزول إلى نواحى دار عبد الدار وفضلوا النزول فى قرية «شيخان» فى الجهة الشرقية من «الحرة الشرقية».
وأنشأ بنو ظفر أحفاد كعب بن الخزرج الأصفر بن عمرو بن مالك بن الأوس قرى حول «مسجد البغلة» الذى يقع فى الجهة الشرقية من مقبرة بقيع الغرقد، يعنى بجوار قرى بنى عبد الأشهل كما أسس أخو كعب سالف الذكر والذين ينتسبون إلى عوف بن مالك ابن الأوس أنشئوا منازل فى ناحية «قباء» وبعد فترة انقسموا إلى جماعات عديدة وبطون كثيرة.
وقد بنى جماعات القبائل التى نزلت فى ناحية «قباء» أربعة عشر برجا حجريا متينا وأحد هذه الأبراج الذى يقع فى الناحية الشرقية من مسجد قباء يعرف باسم «مسكبة» والآخر الذى يقع بجوار بئر غرس يعرف باسم «مستظل» وهذان البرجان مشهوران برصانة بنائهما بالنسبة للأبراج الأخرى لأنهما أسسا على غاية من المتانة والرصانة.
وقد اتحد أحفاد وأولاد امرئ القيس بن مالك ابن الأوس مع جماعات بنى واقف وبنى سليم ونزلوا فى الجهة الجنوبية من مسجد الفتح إلا أن أفراد بنى سليم انفصلوا عن جماعة بنى واقف وارتحلوا إلى قرى ابن عوف وانتقلوا إليها (١).
وسكن بنو وائل الذين ينتسبون إلى زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك فى القرى القريبة من مسجد «بنى وائل» كما استقر أولاد عمومتهم بنو أمية بن زيد فى نواحى «بنى أمية» كما استقر أولاد بنى عطية بن زيد فى ناحية «صقفة الواقعة أعلى منازل» بنى حبلى «وقد بنى كل واحد منهم منازل متينة وبعض
(١) إن سلالة بنى سليم قضت حياتها تحت الخيام إلى سنة ١٩٩ وكانت هذه السلالة تقدم ألف مبارز فى الحروب التى تقوم فى الجاهلية.