أصول تجديد الصندل: هناك نظام جميل بين أغوات حرم السعادة خاص بصورة تجديد الصندل الموضوع فى داخل الصندوق، وهذا النظام جار إلى يومنا هذا، عندما يحين الوقت المعين للتجديد تولم وليمة ويقدم طعام من قبل شيخ الحرم أو نائبه فى دائرة الحرم لبعض أهل حرم المدينة.
ولكن جميع المدعوات من النساء يطحن الصندل المجهز وهن يصلين ويسلمن على النبى بالفقرات المسجوعة طحنا جيدا قبل الطعام وعندما تنتشر رائحته إلى الجهات الأربعة يخلطنه بماء الورد أو أنواع أخرى من العطور وفى ختام ذلك يتناولن الطعام الذى أعده صاحب البيت ويرسلن ما جهزنه إلى أغوات الحجرة المعطرة ليضعوه فى الصندوق الذى تحت غطاء قبر السعادة، ويعبئ الأغوات الصندوق المذكور بالصندل الجديد بعد أن يفرغوه من الصندل القديم وفى أثناء ذلك يهللون ويكبرون ويصلون على النبى صلى الله عليه وسلم ويسلمون ويرسلون الصندل القديم لأحبائهم للتبرك.
والفقرات المسجوعة التى ترددها النساء فى أثناء وجودهن فى جمعية دق الصندل الذى يستلزم المفخرة هى: لما بدينا*على النبى صلينا*العادة يا سادة.
والوقت المعين لتجديد الصندل الليلة التاسعة عشرة من ذى القعدة كل سنة، وبعد ما يدق بأدوات مزينة ويغربل بغرابيل فضية يمزج بعطور مثل ماء الورد، عنبر ودهان الورد ثم يعجن كالعجين ثم يوضع فى صحون ذهبية وفضية ويحمل إلى حجرة السعادة التى تغسل وفى اليوم الثانى يدخل فى داخل شبكة السعادة فى موكب خاص، ولا يدخل من هذا الموكب فى داخل حجرة السعادة غير شيخ الحرم، ونائبه، وخازن الحرم.
والصندوق الذى يضعون فيه الصندل تحت عقد الجدار الذى بناه عمر بن عبد العزيز والغطاء الذهبى لقبر السعادة فوق هذا العقد فالصندل الجديد يوضع من ناحية الرأس الشريف النبوى للقبة التى تحيط بمرقد النبى الجليل.