للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأخبركم بالحق والحقيقة أقسم بالكعبة الشريفة ذات الأركان الأربعة. أقسم بالبلدة المباركة التى يسكنها المؤمنون قد منع المستمعون من الجن عجزوا عن الاستماع إلى الأخبار؛ وذلك بسبب بعثة نبى ذا شأن ورفعة وكأنه فى لمعانه نجم ثاقب، وقد بعث للإنس والجن. إن هذا النبى السعيد قد بعث مؤيدا بالفرقان والقرآن وأبطل عبادة الأوثان. وقد حدثنا بعبارات مسجعة ما يفيد المعانى السابقة وهكذا تركنا فى ذهول وخبره بهذه الأقوال.

وقلنا لخطر يا خطر إننا لنأسف على كهانتك إنك لتخبرنا بشئ عجيب

والمنتظر منك أن ترحم قومك الذين يتبعونك وتراعى جانبهم. فأجاب خطر إننى أحب قومى أكثر من نفسى لذلك سأدفعهم إلى تبعية نبى عظيم الشأن هو أعظم الأنبياء جميعا وأفضلهم ودليل عظمته ظاهر مثل شعاع الشمس، وقد بعث فى مكة ويدعو إلى أداء صلوات خمس وإنه تنزل عليه من قبل الله آيات بينات.

فاستوضحوا الأمر قائلين: يا خطر من هذا الشخص النبيل الذى تعرفه وتصفه لنا؟ فتحدث خطر قائلا: إنه ينتمى إلى قبيلة قريش السعيدة، ويعيش بين أفرادها لا خفة فى حلمه، وأنه لا يظهر بعض كلامه ويخفى الآخر وخلقه خال من الفساد والخلل، وإن ذاته الشريفة السعيدة تنتمى إلى آل قحطان وآل ديش بن الهون، وينتهى نسبه إلى قبيلة خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وقد أجاب خطر على تساؤلاتنا التى طلبنا فيها أن يبين لنا القبيلة التى ينتمى إليها من قبائل قريش، قال إنه من آل هاشم بن عبد مناف، ومن أكارم أهل مكة المعظمة وقد بعث لغزو المشركين وقتل الملحدين، وأضاف خطر قائلا بما أن هذا الكلام أخبر به رئيس الجان نفسه فهو صحيح تماما، وغاب عن الوعى قائلا الله أكبر قد ظهر الحق وانقطعت ألا عيب الجن وأفاق بعد ثلاثة أيام.

وقبل الإسلام إذ قال لا إله إلا الله وأغرانا وحثنا على قبول الدين المحمدى المبين. وقد قص لهيب بن مالك هذه الحكاية الغريبة بالتفصيل على أحبائه، ثم عرض ما جرى على نبى الإنس والجان-عليه وعلى آله صلوات الله المنان- فتفضل نبينا صادق القول قائلا: «سبحان الله قد نطق صدقا إن هذا الشخص سيبعث يوم القيامة أمة وحده» (١).


(١) الخبر فى ترجمة لهيب فى الإصابة ٩/ ٦ - ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>