فيه فعليه أن يتخذ الاحتياطات التى تنجيه من المخاطر والمهلكات، وأن يحرص على قضاء مدة رحلته بالشكل الذى اعتاده جسمه فى وطنه لأن جسمه قد يضطرب بسبب التغيرات التى سيتعرض لها.
واتخاذ كل الإجراءات السابقة أوجب بالنسبة للذين اتجهوا محرمين إلى أرض الحجاز أرض المغفرة، حتى لا يقضى على آمالهم وحلمهم بالحج إلى الأراضى المقدسة تعريض أنفسهم للأمراض المهلكة.
وبعض الأشخاص من أهل البلاد الباردة لا يراعون اتباع التوجيهات المذكورة فى تلك المناطق فيعرضون للإصابة بكل صنوف الأمراض والعلل فى الأراضى الحجازية المباركة، وبالتالى يعجزون عن زيارة الأماكن المقدسة.
ويتعرض المسافرون إلى أرض الحجاز لتعب شديد، لأنهم عزموا على زيارة بلاد لم يمروا بها من قبل عن طريق البحر أو البر، بلاد يتعرضون فيها لتقلب الجو برودة وحرارة ويضيقون ذرعا كذلك من كثرة النوم أو قلته.
أما بالنسبة للطعام فإن الحجاج يعانون مشقة فائقة يعجزون عن الحفاظ على صحة أبدانهم؛ وينجم عن هذا الأمر تغيرات كبيرة وخيمة فى أبدانهم مما يؤدى إلى اضطراب أمزجتهم وفساد أمعائهم، وبما أن كل إنسان ينام ويستيقظ وفق نظام اعتاده فى بلده ويأكل ويشرب حسبما يرغب إلا أنه فى هذا الطريق يتعرض لحرارة لم يعتدها فى بلده ويظل لمدة عشرين أو ثلاثين يوما على التوالى يأكل الجبن والزيتون وما شابههما من أنواع الطعام فعليه أن يراعى ما اعتاده.
عند وصول الحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة من الطبيعى أن يستفيدوا من جودة الهواء ونقائه، لكن لانعدام المعلومات عندهم عن طبيعة المنطقة الحجازية وجوها، واستغراقهم فى العبادة بشكل مبالغ فيه يفوق التحمل وبتناولهم الأطعمة الضارة بهم والفواكه المتنوعة بدون نظام فإن ذلك يسبب أضرارا كثيرة للحجاج ذوى الابتهاج ويعرضهم للأخطار.
وقد ثبت فى الآثار الصحيحة والأخبار المتوافرة تضاعف ثواب أداء العبادات