«أسطوانة القرعة، وأسطوانة المهاجرين، وأسطوانة المخلق» وقد كتب عليها بخط جلى جميل: «هذه أسطوانة عائشة رضى الله عنها» وهذه العبارة قد ذهّبت وزينت بحالة جيدة ومن هنا نستطيع أن نحكم بأن هذه الأسطوانة لائقة بأن تكون أسطوانة عائشة.
إن هذا العمود المبارك كان فى وسط المسجد الشريف وكانت هذه الأسطوانة قبل توسيع المسجد الشريف الأسطوانة الثالثة من منبر السعادة كذلك الأسطوانة الثالثة من قبر الرسول وكذلك الثالثة من جدار القبلة وكذلك الأسطوانة الثالثة من جهة الشام، وكان فخر العالم صلى الله عليه وسلم يؤدى صلاته فى هذا المكان المقدس بعد تحويل القبلة بعشرة أيام وكان يخاطب أصحابه مستندا لهذا العمود، ونقل مكانه فيما بعد إلى المحراب القديم السعيد.
وقد اعتاد كل من الصديق والفاروق الأعظم وعبد الله بن الزبير بن العوام وعامر بن عبد الله بن الزبير-رضى الله عنهم-أداء الصلاة بجانب هذا العمود كما اعتاد المهاجرون الكرام أن يجتمعوا محلقين حول هذا المكان ليتداولوا الأفكار، وقد قال ملك ممالك الرحمة-عليه أجمل التحية-فى حق الأسطوانة المذكورة «إن فى مسجدى بقعة إذا كان الناس يعرفون قيمة هذا المكان وقدره لكانوا يجرون القرعة ليصلوا إلى هذا المكان محرمين» وهذا القول كان سببا فى اشتهار ذلك العمود بأسطوانة المهاجرين وأسطوانة القرعة.
عندما نقلت أمنا عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث أسرع أبناء الأصحاب الكرام الذين كانوا عندها باستكشاف ذلك المكان إلا أنهم لم يجدوا ذلك المكان بعد ما بذلوا جهودا مضنية وإذا بعبد الله بن الزبير كان قد ظل فى المكان المشار إليه ليعرف ذلك الموقع المبارك، وقال أبناء الصحابة من الممكن أن تكون السيدة عائشة قد عرفت بمكان تلك البقعة المباركة لعبد الله بن الزبير ومن هنا جلسوا فى مكان خفى بعد أن تشاوروا فيما بينهم ليروا أين سيصلى عبد الله بن الزبير بعد خروجه من بيت السيدة عائشة-رضى الله عنها-وبعد مدة دخل عبد الله بن