وأصبحت مئذنة باب السلام المجددة أعلى من جميع المآذن الأخرى، أى بلغ ارتفاعها إلى ٩٥ ذراعا إلا أن مئذنته الرئيسية قد أعليت عندما جددت بعد الحريق الثانى حتى بلغت مائة ذراع وبهذا أصبحت أعلى من مئذنة باب السلام، ولما كان السلطان قايتباى المصرى قد عمر المئذنة الرئيسية بشكل جميل فى سنة ٨٩٠ هـ وأعلى ارتفاعها عشرين ذراعا فتجاوز طول هذه المئذنة ١٢٠ ذراعا ثم بنيت بعد ذلك مئذنة أخرى بجانب باب الرحمة (١) فبلغ عدد مآذن مسجد السعادة إلى خمسة.
ولما كانت مآذن مسجد السعادة قد عمرت ورممت عامة فى زمان السلطان عبد المجيد خان الذى تميز بالأعمال الخيرية تذكر تلك المآذن فى زمننا بأسماء الأبواب الرئيسية، باب السلام، باب الرحمة، المجيدية والعزيزية، ويعلن فى شهر رمضان حلول وقت الإمساك بواسطة قناديل المئذنة الرئيسية لأن فى أعلى المئذنة الرئيسية بكرات مربوطة وعندما ينزل رئيس المؤذنين من فوق المئذنة فى ليالى رمضان يرفع فوق ذروة المئذنة بواسطة تلك البكرات ثلاثة قناديل وعقب ذلك تطلق مدافع الإمساك.
كان يطلق فيما مضى على مئذنة العزيزية الحبشية وعلى مئذنة المجيدية السنجارية وفيما بعد أطلق عليها الشكلية، ولما جدد السلطان عبد المجيد مئذنة السنجارية كأنه بناها من جديد فعرفت تلك المئذنة باسمه، أى أطلق عليها المجيدية وكان يطلق على مئذنة الحبشية السليمانية من سنة ٩٤٠ هـ إلى سنة ١٢٧٧ هـ،ولما كانت هذه المئذنة قد عمرت فى صورة تامة كاملة فى عهد عبد العزيز خان وأوائل سلطنته أطلق عليها العزيزية كما ذكر فى الوجهة العاشرة والصورة الثالثة منها، ولما كان المسجد النبوى خاليا من المآذن فى عصر الرسول لأجل ذلك كان بلال يصعد فوق سطح إحدى المنازل القريبة من منازل بنى النجار ويؤذن، وكان ذلك المنزل عاليا مباركا وكانت صاحبته امرأة من بنات بنى النجار، وقال بعض المؤرخين كان بلال يؤذن فيما بعد صاعدا فوق الأسطوانة