للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشبكة الشريفة مؤخرا بأقفاص مصنوعة من النحاس وصنعت شبكة أخرى للجهة الشامية من المقصورة وكان ما بين الشبكة الجديدة وحجرة السعادة منفصلا، وكان لهذه الشبكة بابان أحدهما على يمين مثلث الحجرة الشريفة والآخر على اليسار، ولأن جزءا من حجرة السعادة ظل فى داخل الشبكة التى صنعت مؤخرا كان الدخول إلى شبكة الحجرة الشريفة من شبكة ذلك المثلث وتحفظ‍ دار فاطمة-رضى الله عنها-السعيدة بهذه الصورة.

وقد سرد بعض المؤرخين بعض الأدلة والبراهين حتى لا يحملوا الظاهر ركن الدين جريرة استحالة الصلاة فى بعض أماكن الروضة المطهرة بسبب هذه الشبكة وقالوا إن الظاهر ركن الدين قد أمر بصنع تلك الشبكة تغطيا للحجرة الشريفة ومقتديا فى ذلك بعمر بن عبد العزيز وذكروا أن هذه الأدلة غير قابلة للاعتراض عليها إلا أن خطأ هؤلاء الذين يرون هذا الرأى واضح، لأن عمر بن عبد العزيز أحاط‍ مدفن السعادة بجدار حتى لا يشبه البيت الحرام وترك أبواب هذا الجدار مفتوحة ليكون لأداء الناس الصلاة فى داخله فى غير مواسم الحج وهذا لا ينكره أحد.

وكانت أبواب الشبكة التى أرسلت من قبل الظاهر ركن الدين مغلقة فى عهد برسباى لغير أرباب اليسار والثروة.

وبناء على ذلك فالذين يدخلون فى الحجرة المعطرة معدودون ويزورونها خفية ليلا، وإن أرسل كثير من الطلبات لرفع مثل هذه البدعة إلا أن جميع هذه الطلبات قوبلت بالصمت والسكوت ولم يستجب إلى ما طلبه الراجون وكان الفساد هو السبب فى ظهور هذه البدعة السيئة فى ذلك العصر لأن كل امرأة كانت يرخص لها فى جميع الأوقات بالدخول فى داخل المقصورة وكان ذلك قاعدة ذلك العصر كنّ يصحبن معهن أولادهن وكان الأولاد بحكم طفولتهم يلعبون فى داخل المقصورة ويحطمون ما بأيديهم فيملئون الحجرة المعطرة بالكناسة، وبناء على ذلك اتخذت بدعة عدم إدخال الزوار فى داخل الحجرة المعطرة حتى تحفظ‍ داخل المقصورة الشريفة نظيفة وكم كتبوا من طلبات راجين

<<  <  ج: ص:  >  >>