«من حج فلم يرفث، ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»(حديث شريف).وأن الله تعالى يلقى الرحمة والشفقة بقلوب الناس تجاه من يلجئون إلى كعبة الله.
ومن هذا القبيل: أن صحابة الرسول الكرام الذين كانوا فى معيته المباركة السعيدة-صلى الله عليه وسلم-عند أداء العمرة، أمنوا عند دخولهم الكعبة من أذى المشركين والذين يحجون مرة واحدة فى العمر لا يعاقبون على ذنوبهم التى ارتكبوها قبل الحج. أما من أمن الحيوانات والأشجار، فإن قطع النباتات والأشجار وصيد الحيوانات حرام تماما فى أرض حرم الله السعيدة.
وعلى هذا فالحيوانات الموجودة داخل الحرم الشريف. لا تخاف ولا تنفر من بعضها البعض، فعلى الحيوانات أيضا أن تراعى الحكم الإلهى، ولو أن كلبا تعقب غزالا وطارده، واستطاع الغزال أن يلوذ بحدود الحرم، فإن الكلب ينصرف عن مطاردة الغزال وينتظر إلى أن يخرج بعيدا عن الحرم. وإذا دخل الكلب أيضا أرض الحرم، فإنه يمشى بجانب الغزال، يتحاشى أن يصيبه بأذى.
ومن يدخل فى حدود الحرم من بنى البشر لا يحاسب على ذنبه وهو داخل الحرم.
وبما أن هذا الأمر كان مرعيا فى صدر الإسلام وكذلك فى الجاهلية، فلو ارتكب شخص إثما أو قتل إنسانا ثم دخل المسجد الحرام لائذا به فيكون فى أمن من سلطة الدولة، أو من ورثة القتيل وهكذا ينجو من المطاردة والفزع، وتقى الحيوانات إضرار بعضها بعض فما بالك بإضرار بنى البشر، وفى أيام «منى» التى هى أيام رمى الجمرات لا يهاجم النمل. والحشرات الطعام الملقى هنا وهناك ولا يلوثه، رغم وجود كل أنواع الطعام مثل: العسل، والمربى، فإنها تلف حوله ولكنها لا تدخل فيه.
ومهما زاد عدد الحجاج، فإن الأحجار التى يلقونها والجمرات، لا تزيد، ومعروف أن هذه الجمرات ترمى منذ آلاف السنين. ففى كل سنة، يلقى حوالى