المعطرة، فى ارتفاع اثنى عشر ذراعا يعنى قد ضيق وقصر طول الجدارين والباب المفتوح وجعل داخل مربع حجرة السعادة فى شكل مربع ولما بنى الجدار الشامى بأحجار منحوتة شاد فوقه قبة فى ارتفاع ثمانية عشر ذراعا آدميا عن سطح الأرض وفتح فى وسط الجدار الشامى بابا صغيرا وأدخل الحجرة الشريفة ابن أخيه وصهره لتسوية ما فوق القبور الثلاثة، والرجلان اللذان أدخلا داخل قبر السعادة قد فرشا فوق القبور الثلاثة رملا على شكل ظهر السمك مثل قبور بلاد الروم حسب تصورهما وبخرا مرقد السعادة بإيقاد كثير من العود والعنبر وكانت القبور الثلاثة بجانب الجدار القبلى.
بينما كانت القبور الثلاثة تبخر وتسوى قدم كثير من العرض حالات المكتوبة إلى عتبة الرسول صاحب الشفاعة الموفورة وسد الباب الصغير الذى فتح فى وسط الجدار الشامى وركز فوق القبة العالية التى ارتفعت إلى السماء علم مصنوع من النحاس وطلى بذهب خالص.
وإن كان شمس بن زمن قد بنى وأسس هذه القبة فى غاية المتانة إذ جعل بين الأعمدة الموجودة أعمدة أخرى قدر اللزوم وعقد عقودا فوق تلك الأعمدة، إلا أن قمة القبة قد انتقضت وسقطت بعض أجزائها، وبناء على الأمر الذى ورد من الحكومة المصرية قام شيخ الحرم شاهين الشجاعى بهدم الأماكن التى تحتاج إلى الهدم بعد الكشف عنها، وقام ببنائها من جديد وكان ذلك فى عام ٨٩٢
وقبل أن يهدم شاهين الشجاعى المواضع التى فى حاجة للهدم أمر بكنس داخل الحجرة الشريفة احتراما ورعاية للقبر الشريف، وأمر بعمل سقف احتياطى وتصور بأنه بهذه الطريقة سيحمى داخل الحجرة الشريفة من سقوط الكناسة وجعل العمال يعملون بهدوء حتى انتهوا من التجديد.
ودامت حجرة السعادة خمسا وأربعين سنة بعد أن عمّرت على تلك الصورة متماسكة إلا أنه قد شوهدت علامات الانهيار فى الجدار الغربى والخلل، وأعلم