من التواريخ الإسلامية، أو من هؤلاء الذين يترددون على الحجاز «غير أن عددا من السياح المشهورين مثل: برق جارد من إيطاليا، لودو ويقو بارتاما من روما وجوزيف تبس من أهل اكستر (١) قد زاروا المناطق الحجازية، وسجلوا مشاهداتهم، ووصفوا مشاهداتهم وصفا كاملا. وهذا يبين كذب ادعاء المدعو «جبون» من أخطائه. وترهاته نجمت عن تعصبه الفطرى الشديد.
لودو ويقو بارتاما-قد طاف فى عام ٩٢٠ هجرية بالأراضى الحجازية المباركة، وكذلك «جوزيف تبس» فى عام ١١٠٧ هجرية وتجولا فى كل أرجائها وبعد عودتهما، سجل كل منهما رسالة شاملة، مفصلة فى معلوماتها عن أحوال منطقة الحجاز.
وكانت رسالة لودو ويقو بارتاما» التى طبعها عام ٩٢٨ هـ مكتوبة باللغة الإيطالية، وقد ترجمت إلى اللغة الإنجليزية، وطبعت ونشرت عام ٩٧٢ هـ،كما طبعت رحلة «جوزيف تبس» باللغة الإنجليزية ونشرت فى إنجلترا عام ١١١٧.
وقد جاء فى رسالة «لودو ويقو بارتاما» أنه تظاهر بالإسلام ودفع إلى أحد الجمالين أموالا كثيرة، ليرافق قافلة الشام إلى الحجاز حتى يستطيع أن يطلع بنفسه على أحوال الحجاز.
أما «جوزيف تبس» فقد ذكر فى رسالته أنه وقع أسيرا فى طفولته فى يد أحد الجزائريين، وظل لفترة طويلة فى خدمته، ثم رافق سيده فى رحلة الحج إلى الحجاز، وعند عودته سجل مشاهداته كلها.
وقال «برق جارد» فى كتابه الذى نشره: «فى أثناء عودتى من واد فاطمة، إلى مكة مررت بمكان يسمى وادى النعمان، وكان مزدحما أشد الازدحام بالمترددين هناك من الحجاج أو المعتمرين، رغم أنه مكان موحش مخيف وهبت عاصفة فاحتميت بسفح جبل لعدم استطاعتى الاستمرار فى السير، وبقيت محتميا بسفح الجبل إلى أن هدأت شدة السيل والعاصفة».