كان مكان باب المئذنة الرئيسية قبل الحريق فى الطرف الغربى أى فى المكان الذى يوجد الآن فأداره شمس بن زمن إلى جهة الشام وأسس صفة أمام الأبواب الجديدة ذات الأربع درجات خصصت هذه الصّفة لاستراحة الأئمة يوم الجمعة إلا أن شاهين الجمالى عندما جدد المئذنة الرئيسية فى سنة (٧٩٨) هدم تلك الصفة وأعاد باب المئذنة إلى مكانه القديم أى الجهة الغربية.
والآن يجلس خطباء مسجد السعادة قبل الخطبة أمام هذا الباب، وبعد أن أتم شمس بن زمن عمليات المواقع المذكورة زين باب السلام بقطع رخام ملونة، وبنى قبتين رصينتين فى جهة الباب الداخلية فقوى ورصن ذلك الباب، ثم أمر بحفر أطراف الروضة المطهرة الأربعة وسوى أرضية المسجد وسطحها، وركز محل الصندوق الذى كان علامة مصلى النبى عمودا وزين أعلاه بالحجارة الملونة الخاصة بالمحراب النبوى، وفرش أطراف الحجرة المعطرة بالرخام كشكلها القديم، ثم أتم عمليات المقصورة ومنبر السعادة والمحفل، وعقب ذلك أمر بصنع صفة صغيرة فى المحل الذى بين باب السلام ونهاية المسجد، ولكن الصفة التى فى الجهة الشمالية أعلى قليلا من الصفة التى صنعها شمس بن زمن.
بعد ما تمت عمليات المحلات المشروحة هدم رباط الحصن العتيق الذى فى جهة باب السلام ثم هدم مدرستى دار شباك وجوبانية وبنى على ساحتيهما مدرسة جميلة باسم السلطان قايتباى، وبنى كذلك رباطا، وقد أقيمت مبانى هذه المدرسة والرباط المذكور فوق ثلاثين عقدا وكانت ذات ثلاثة طوابق وكان بناء ضخما له ثلاثة أبواب، والنافذة التى تنسب إلى أسبق المهاجرين وأفضل أصحاب الدين حضرة أبو بكر الصديق أحد أبواب ذلك المبنى الضخم وهو الباب الذى استثنى عندما أمر النبى صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الأخرى.
كان شمس بن زمن أمر ببناء عقود كثيرة على جدار مسجد النبى القبلى وهو يتصور أنه سيبنى الرباط والمدرسة المنسوبين إلى السلطان قايتباى فى الجهة القبلية لحرم السعادة، ولكنه غير فكره مؤخرا وسد جميع العقود التى صنعت فى الجهة