أنه فى طرف الساحة الواسعة التى ينصب عليها قوافل محامل مصر والشام خيامها كان أهالى القافلة يستخدمون هذا الماء وما زالوا يرتوون منه.
ولا يعرف الآن ما حدث لحمام محمد باشا إلا أنه يوجد فى زماننا فى المدينة المنورة حمامان يستخدم أحدهما فى دائرة الترجمة للحرم النبوى وهو حمام أحمد نظيف أفندى فى المناخة والنزل الذى اتخذ مستشفى للعساكر النظامية السلطانية مقابل هذا الحمام، وأحد الحمامين المذكورين فى حى حارة الزوران التى تلاصق السور الداخلى لمسجد السعادة من الجهة القبلية، وهو الحمام الذى ينسب إلى الشهيد نور الدين. انتهى.
لقد أقام السيد أحمد أفندى أيضا مستشفى على اسم محمد باشا خاصة لعلاج غرباء دار السكينة، ولقد كفل لها الأطباء والخدم اللازمين وأوقف لها مقدارا كافيا من العقارات والأملاك، ومع مرور الأيام انهارت أكثر أماكن هذه المستشفى وخربت؛ وإن لم ترمم أبنيتها لقد خصص فى سنة ١٢٥٥ هـ جراية خبز لمرضاها، ومن هنا كان المرضى الذين ملوا من حياتهم لشدة حاجتهم وامتداد عللهم يدخلون فى هذه المستشفى حتى يسلموا أرواحهم فيها.
وقد عمر والد السلطان كثير المحامد الأماكن الخربة من هذه المستشفى وألحق بها صيدلية ومخزن أدوية وخصص لها الأدوية الطبية واللوازم الجراحية كما هيأ لها ما يلزمها من أطباء وجراحين وصيادلة والخدم، وكانت هذه المعدات كافية لعموم أهالى المدينة والحجاج، وبهذا أحيا أهالى المدينة من هذه الجهة أيضا.
وقد أدخل السلطان مراد خان الثالث بن السلطان سليم خان الثانى شونة مخزن ينبع البحر داخل السور حفظا لها من هجمات العربان وأسس مخزنا آخر لوضع ما خرب من الجدار القبلى ومحرابه وأصلح جدرانه الأخرى وشيدها فى غاية من المتانة والإحكام وأعاده إلى حالته الأولى، كما عمر وأحكم المرفأ الذى على شاطئ البحر والذى يبلغ عرضه ٥٣ ذراعا وطوله ٢٤ ذراعا والذى كان