ولما وصلت الكيفية إلى أسماع السلطان أمر بترميم وتعمير هذين المسجدين كذلك ما بجوارهما من الأربطة القديمة الخربة، وجامل خدمها بأن خصص لهم عامة رواتب كافية، وذلك فى سنة ٩٩٤ هـ،وفى خلال تلك السنة كان الجدار الذى فى جهة باب النساء من حرم السعادة قد مال للسقوط وأصبح تعميره واجبا ورجى من السلطان صاحب القرار أن يأذن بإجراء ما يقتضى عمله، وبناء على الأمر السلطانى الصادر هيئ الموظفون والعمال والأدوات اللازمة للبناء وأرسلوا عن طريق مصر القاهرة، وعندما وصل أمين البناء إلى المدينة المنورة وتفقد المسجد الشريف بناءا على آراء السادات والأهالى، وقرر أن يهدم الجدار الشرقى للمسجد ابتداء من باب النساء إلى نهاية حرم السعادة، ولما استلم القرار من قبل العلماء هدم المكان المذكور من أساسه وأبلغ وجوب تجديده إلى عتبة الباب العالى السامى، ووافق هذا القرار رأى وأفكار السلطان، وبناء على ذلك أبلغ الأمر كتابيا إلى أمين البناء وطلب منه الإسراع فى تجديد المكان المذكور وفقا لإرادة الأهالى الكرام كما أرسل قطعة من التاريخ محكوكة على رخام، وبين فى الرسالة الكتابية أن وضع هذا التاريخ فى مكان مناسب وإلصاقه من بعض الأوامر السلطانية.
وشرع أمين البناء بناء على التعليمات السلطانية العالية فى أداء مهمته وفى ختام العمليات وضع حجر التاريخ فى ركن من أركان الجدار المجدد، وبين الأمر وأبلغه إلى مركز السلطنة ولأجل ذلك أرسل لأمانة البناء وسائر الموظفين وأعيان البلدة خلعا فاخرة وعطايا وفيرة وذلك فى سنة ٩٩٥ هـ.
وكان طول الجدار الذى جدد ٩٥ ذراعا وارتفاعه ١٧ ذراعا والتاريخ الذى أرسل من باب السعادة لإلصاقه على الجدار المذكور يتضمن الآتى:«اللهم خلد ملك من جدد هذا الجدار المحترم وهو مولانا السلطان الأعظم والخاقان الأكرم، سلطان القبلتين وخادم الحرمين الشريفين، السلطان مراد خان».