وعدم نقل غلال الدشيشة فى وقتها وأكلها بالاتفاق بين النظار والعربان من الأمور التى اعتادوا عليها، ورأينا أن حل هذه المشكلة أن تلغى نظارات الدشيشة الكبيرة، والمرادية والمحمدية والخاصكية وغلال الصدقات والجرايات، وأن توحد نظارتها وتسند إلى إنسان موثوق فيه، يعتمد عليه، رجل متدين قانع يكتفى بما يأخذ من الرسوم العوائد العادية، فلا يطمع فى حق الفقراء ولا يتجاوز حقه، كما أن مشايخ العربان عندما يرون قناعة الناظر وعفة نفسه فإنهم لا يخونون ولا يتجاوزون الاعتدال فى تعاملهم، وبهذا يمكن أن تنقل غلال الدشيشة والجراية والصدقات إلى أماكنها فى أوقاتها تماما هذا ما نهاه إلينا بعض أهل الخير وأصحاب العارفين بحقيقة الأمر، والآن لما كان احترام أقدس بقاع الأرض الحرمين الشريفين ورعاية جانب سكانهما ومساعدتهم من واجب العامة والخاصة ولا سيما السلاطين العظام، ولما كان أجدادنا السلف الصالح قد حملوا لقب خادم الحرمين الشريفين واستحقاق هذا اللقب قائم على رعاية سكان الحرمين الشريفين واحترام وتحسين حالتهم المعيشية بتوسيع أرزاقهم ونفقاتهم وأن ثبات هذه النعمة السلطانية العظيمة ودوامها لا يتيسر إلا بإقبال هذه الطائفة من الناس الصالحين بالدعاء المجاب لها فارغى البال ومترفى الحال، وهذا ما جزم به اعتقادى السلطانى، لذا فأقصى مرادى ومبتغى فؤادى أن تصل غلال الدشائش والصدقات والجرايات إلى أصحابها فى وقتها فى عز سلطنتى الميمونة فمن هنا قررت أن تلغى جميع نظارات الدشائش المذكورة وتجمع كلها تحت نظارة واحدة، وإننى أرى أن يكون هذا الشخص داود أغا من خدم الحرم المحترمين سابقا ومعتمد المتقاعد حاليا فى المحمية المصرية قدوة الخواص، والمقربين ومعتمد الملوك والسلاطين، وبما أننى أعتمد على وفرة تدينه وأمانته وفرط استقامته رأيت أن أعينه ناظرا على جميع الدشائش، وكذلك رأيت أن توضع دشيشة الملك قايتباى تحت نظارة المشار إليه داود أغا بناء على رأيك وبناء على شرط الواقف؟ الذى جعلنى ناظرا عليه أصالة وجعلك ناظرا بالوكالة، وصدر أمرنا عليه أن توضع جميع الدشائش تحت نظارة داود أغا.