للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر ميلا من طريق الطائف، وستة أميال من ناحية العراق. والأرض التى خارج هذه الحدود ليست من الحرم (١)».

وهذا الاختلاف لم يكن فيما يتعلق بتحديد أماكن ومواقيت مكانية أو تعريف نقاطها وإنما فى مقياس المساحة، لذا فالمساحة بالنسبة لكل واحد منهم تخضع لحسابه وكلها صحيحة بالنسبة لحساب كل واحد منهم.

ويقول على بن بلبان الفارسى الحنفى مؤلف الكتاب المستطاب المسمى «عمرة السالك فى المناسك» نقلا عن الإمام الأزرقى (٢):إن ميقات أهل المدينة عند التنعيم وهو مكان قريب من «بيوت تغاره» الواقعة جهة المدينة على مسافة ثلاثة أميال من مكة المعظمة.

ويقول: الإمام مالك رضى الله عنه: إن أهل المدينة المنورة يحرصون ويبدءون فى التلبية من قرية ذى الحليفة.

وهذا المكان اللطيف يقع عند البئر المسمى بئر على ومسجد الشجرة وهو على مسافة تسع-وعلى رواية عشر-مراحل من مكة المعظمة من ناحية المدينة المنورة ويقول البعض عن سبب تسمية بئر على أن الكرار-عليه رحمة الله- قاتل الجن هناك، لذا أطلق على هذا البئر اسم بئر على، لكنها رواية مختلقة لا أصل لها.

و «ذو الحليفة» أبعد مكان عن مكة من ناحية الميقات وهى أطلال قرية مشهورة، وقد أراد رسول الملك المتعال أن يحرم أهل المدينة هناك تعظيما لأجرهم


(١) الجبال والوديان والصحارى.
(٢) الإمام الأزرقى هو الإمام أبو الوليد محمد بن عبد الكريم المكى، المعروف بالأزرقى وهو من أعلم العلماء وهو أول من كتب عن تاريخ مكة. وتلاه فى كتابة التاريخ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى. وثالثهم سيد تقى الدين محمد بن أحمد بن على الحسينى وبعده الحافظ‍ نجم الدين عمر بن محمد بن فهد الشافعى، ثم الشيخ عز الدين بن عبد العزيز وهو ابن الحافظ‍ نجم الدين وآخرهم القطب المكى. وقد كتب كل منهم كتابا فى التاريخ باللغة العربية أما القطب المكى فى تاريخه فقد نقل وروى بالذات عن الشيخ عز الدين ونقل وروى بالواسطة عن سائر المؤرخين.

<<  <  ج: ص:  >  >>