محمد رائف باشا أن يزيل ما كان يحدث من عدم رعاية آداب الزيارة وأن يحقق للزائرين الطمأنينة.
وأراد أن يوسع ذلك المكان المذكور قدر الإمكان، فنقل جدار جهة باب جبريل إلى الخارج مقدار خمسة أذرع وجدده وقلل عدد الأعمدة وغير أماكنها وركز اسطوانة رصينة قوية موزونة بدل كل ثلاثة أعمدة وشيد أعمدة وقباب تلك الجهة على طراز جديد وفى شكل جميل متناسق فأعجب الناس من رصانتها وتناسقها، إلا أنه لم يهتم بما فى مؤخرة الحرم الشريف من أشياء أخرى متفرعة وتركها فى حالة خراب.
واستقبح من قبل الأهالى هدمه الجدار الذى فى ناحية القدم النبوى السعيد ونقله إلى الخارج مقدار خمسة أذرع دون أن يأخذ رأى أحد أو رضاهم وأدى إلى قيل وقال وإشاعة أقوال فى حقه ومن هنا طلب بعض خواص الناس أن يعتنى بمؤخرة حرم السعادة أيضا وأن يراعى جانبه، وقال المعترضون من عامة الناس: «إننا لم نستطع أن نبين قلة رعاية هذا الرجل وقد أظهر عدم احترامنا حينما دفن أنقاض الحرم الشريف فى البئر التى حفرها خارج السور، فإذا ما سكتنا لفعله هذا لا نكون قد أحسنّا فعلا ولهذه الحركات التى تدل على عدم الاحترام مسئولية كبيرة وهى فى أعناقنا وقد اقتنع هؤلاء الخاصة بمثل هذه الأقوال وعرضوا الأمر إلى باب صاحب القرار وقد أوردوا أقوالا عجيبة واشتكوا من محمد رائف باشا ورجوا منه أن يعين مكانه شخصا آخر ويرسله إلى المدينة المنورة.
ولما كانت أنقاض حرم السعادة وترابه كلما يتجدد أو يعمر تدفن فى مكان على سفوح جبل أحد وكان هذا المكان قد أحيط بسور من جهاته الأربعة، لذا كان الأهالى محقين فى هذا الخصوص، وما زال هذا المكان موجودا إلى يومنا هذا وهو من المزارات التى يزورها الناس ويصلون هناك ركعتى