السلطانية بعمق وعرض ولما كان رأى أهل المدينة الكرام موافقا للشرع الشريف عرض الأمر على العتبة السلطانية التى أصدرت أمرها بذلك وأرسل الفرمان السلطانى إلى المدينة المنورة.
وبما أن تغيير شكل وهيئة الأبنية العالية غير جائز أرسل لأدهم باشا للعمل بما جاء حسب ما يقتضى الأمر السلطانى كما أرسل له تحريرات سامية توصى ببذل الجهود فى هذا الأمر إذا كان مدير أمانة البناء.
وجدد أدهم باشا دكة الأغوات بحجارة منحوتة حمراء فى غاية الجمال وصنع على أطرافها أربعة أسوار مشبكة وأسس فى ذيل هذه الدكة دكة أخرى ويذهب من بين هاتين الدكتين إلى باب جبريل.
ولما كان محراب التهجد فى وسط مقصورة الدكة التى صنعت فى مواجهة دكة الأغوات وفى طرف الجهة الشامية شبكة السعادة التى جددها أيضا، ووضعوا حول الدكة الأسوار المصنوعة من النحاس الأصفر، وكان بجانب دكة محراب التهجد مخزنان، فهدمهما وجددهما بأن جعلهما أربع حجرات، كما أمر ببناء سقف عال لخلف دكة الأغوات وجهتها اليسارية وتحت هذين السقفين محرابا وعدة حجرات عالية خاصة بخدم الحجرة المعطرة، ويذهب إلى السقفين الجديدين من بين باب النساء ودكة الأغوات.
كان مشايخ الحرم النبوى يؤدون صلواتهم الخمس فى النقطة التى يوجد فيها المحراب سالف الذكر فى الأوائل ثم أخذوا يصلون فى دكة الأغوات، والآن يصلى الأشخاص الذين يتولون مشيخة الحرم فى هذا المكان ويحدث أحيانا أن يصلوا فى دكة التهجد التى أمام دكة الأغوات، ولكن صلوات التراويح لا بد أن يؤدوها بجانب المحراب سالف الذكر.
وأمر أدهم باشا فصنع خارج باب النساء وفى جهة باب جبريل من ذلك الباب، وجدد فمد القفص الخشبى الذى أحدث سنة ١٢٥٠،هذا القفص كائن ما بين كل ثلاث أسطوانات من باب النساء إلى مؤخرة مسجد السعادة فتؤدى