وليدرس ويذاكر فى مجلس خاص للوزراء علما بأن هذه التعميرات الجليلة تنقسم إلى قسمين:
الأول: مؤخرة الحرم الشريف ومتفرعاته.
الثانى: تعمير مشتملات داخل الحرم الشريف.
وبما أن كيفية تجديد مؤخرة حرم السعادة وتعميره قررت حتى إن أكثر عملياته قد ختمت على أحسن وجه كما أكمل بعض مشتملاته وتفرعاته كما قرر بالاتفاق العام، فى محله أن تنشأ آثار قايتباى الملتصقة بآخر الحرم الشريف على الهيئة الجديدة إلى القباب التى أنشئت حديثا فى محاذاة باب الرحمة.
والآن فموضوع البحث هى المسألة الثانية، قضية كيفية تعمير القباب والسقوف والأساطين التى تحمل تلك السقوف، وبناء على الكشف والتحقيقات فالسقوف المذكورة مصنوعة من الخشب والأساطين التى تحتها صنعت من حجارة صغيرة أخذت فى التفتت والتجرد فربطت بدعامات حديدية، وبعضها مال للانحراف فاتفق على لزوم تجديدها وتعميرها فى محلها وبناء على هذا الاتفاق حدث مسوغ شرعى، ولكن الجانب الجدير بالتدقيق فى هذا البحث والذى أدى إلى الاختلاف والنزاع فى محله مسألة تغير هيئتها القديمة أو عدم تغيرها، والمهم أن يعرف لهذا الموضوع الحكم الشرعى الصحيح، وحتى ندقق النظر فيما أورد من الدلائل النقلية والعقلية بموجب الشرع الشريف وتعرف أهميتها للمصلحة العامة أمرت بتشكيل مجلس خاص يتكون من فحول العلماء وبعض الوزراء فى دار الإفتاء، وبعد معاينة الأوراق والمضابط والخريطة التى أرسلت من المدينة، وتدقيق النظر فيها كلها وصلوا إلى قرار وهو أنه يمكن تقليل عدد الأساطين وتغيير أماكنها وتعديلها لتوسيع أماكن الصلاة ولإحداث تناسق بين الأساطين وقدموا أدلتهم وحججهم وإن كانت كل هذه الأدلة لا بأس بها، وبهذا يمكن أن يوسع داخل الحرم الشريف لدرجة ما، ويتناسق مع مؤخرة الحرم الشريف الذى جدد على هيئة حديثة إلا أن هذه المواقع التى جددت فى مؤخرة حرم السعادة، كان تجديدها