من العلم ويسعى لعمل الخيرات والحسنات إلا أنه بذل أقصى جهده لتحقيق علم لا يسوغه الشرع.
وإن كان قايتباى أعقل ملوك الشراكسة وأزهدهم إلا أنه قد أظهر فى هذا الموضوع تعصبا كبيرا، وو قد أصر على التمسك برأيه وقد خدعه شمس بن زمن وساعده على اغتصاب ثلاثة أذرع من مكان المسعى، وعزل قاضى مكة الذى أراد أن يمنعه عن ارتكاب الفعل المنكر، وكأنه لم تكن غايته خدمة الحرمين، بل كان غرضه إظهار سطوته وشوكته وإجلاله على صورة خدمة الحرمين.
وقد تحاشى السلاطين العثمانيون الأغراض النفسية وإبراز العداوة وفوق ذلك فإنهم وقفوا بجانب الأهالى، كما تبين ذلك فى صورة الفرمان العالى المكتوب عاليه، ولم يكن الأهالى بجانب الحق وكانوا يريدون أن يطيلوا عمليات تعمير المسجد الشريف والمبانى المقدسة وذلك بتعويقها بعض الوقت ليستفيدوا من ذلك ماديا وقد ثبت ذلك، ومع هذا أمر السلطان عبد المجيد أن يتم العمل وفقا لآراء الأهالى وأفكارهم وفى سبيل ذلك عزل أصدقاءه مثل: محمد رائف باشا، ومحمد راشد أفندى ونقل مكانهم الآخرين وعينهم وبهذا أظهر للأصدقاء والأعداء أن خدماته السلطانية لم تكن إلا لإسعاد الروح المحمدى العالية خالية من جميع الأغراض النفسية والمادية.