وكانت عمارة ذات طابقين لا مثيل لها، وكان فى وسط هذه العمارة مسجد ذو مئذنة واحدة وله كثير من الأئمة الموظفين والخدم وكان أهالى السوق الذين لا يستطيعون أداء الصلاة فى المسجد النبوى يصلون فى هذا المسجد.
وكان يصنع فيها حساء الدشيشة والخبز فى كل يوم وتوزع على الفقراء والضعفاء والمساكين والغرباء ولكن لشدة الأسف قد استولى على هذه العمارة بعد مرور وقت محافظو المدينة وبعد فترة اتخذوها دائرة حكومية فسكن فى حجرات الطابق الأعلى بعض أغوات المحافظين ذات الأهمية كما كان يحبس المتهمون فى حجرات الدور الأرضى، وما زالت مئذنة المسجد قائمة ولكنها أشرفت على الخراب، ولا يليق أن يصل ما بناه أجداد السلاطين العثمانيين معبدا إلى هذا الحد من السوء، فإذا ما جعل لسكنى الفقراء على الأقل كان فيه منفعة أخروية.
والمدرسة الفخمة التى بنتها خاصكى سلطان فى مكان قريب جدا من المسجد الحرام فى مكة قد استولى عليها القادرون من أهل مكة المكرمة وتؤجر للحجاج المسلمين، وإن كان تحسين حالة العمارة المذكورة فى المدينة غير ممكن، فإن المدرسة التى فى مكة المكرمة ما زالت قائمة، وبما أنها تؤجر الآن للحجاج ترى هينة، ولو أجرت هذه المدرسة للموظفين الذين يعملون فى الدوائر الحكومية ستجذب إلى خزانة الدولة الجليلة-بقيد ما يدفعونه-إيرادا للخزانة، لأن المدرسة لا يستفيد منها الآن غير متسلطى الزمان. انتهى.
كان أمام بيت يزيد بن عبد الملك الدار التى اقتطعها الرسول صلى الله عليه وسلم ل «مطيع بن أسود. ويقال لهذه الدار «دار ابن مطيع» أيضا، وكان بياعو الفواكه فى ذلك العهد يبيعون ويشترون أمام باب هذا المنزل.
وانتقلت هذه الدار مؤخرا لإدريس بن سعد بن أبى السرح، وفى خلال سنة ٨٤٠ هـ اشتراها عبد الباسط الزينى من أبى السرح وهدمها حتى الأرض وبنى فوق ساحتها مدرسة الباسطية أمام المدرسة التى تسمى «الأشرفية».