لغيث بن المغيرة» بن حميد بن عبد الرحمن، وهو البيت الذى خصصه عبد الرحمن بن عوف-رضى الله عنه-لاستقبال وإقامة ضيوف النبى صلى الله عليه وسلم، وكان النبى صلى الله عليه وسلم أمر بذاته ببناء هذه الدار. وساحة هذه الدار السعيدة وأرضها الآن المحل الذى أقيم فيه «رباط الطاهرية» فى جانب دار الحميد والذى يعرف اليوم باسم دار الضيافة. وفى اتصالها كانت دار ابن مسعود الموسومة ب «دار القرار».وقد أخذ بعض أجزاء دار القرار فى عهد وليد بن عبد الملك والجزء الآخر فى عهد مهدى بن هارون الرشيد، وألحق بمسجد السعادة وإن كان المؤرخون رووا أن بعض أجزاء دار القرار. التى فى الجهة الشامية من المئذنة الشرقية والجهة الشرقية من دار المضيف، ظلت خارج مسجد السعادة إلا أن هذا القول غير صحيح.
وفى الجهة الشرقية من جدار مسجد السعادة منزل موسى بن إبراهيم مقابل دار الضيافة، وفى جهته الشرقية الميضأة المعطلة ودار رئيس المؤذنين، وبين هذين البيتين. كان الطريق الذى يسمى ب «خرق الجمل» وبما أن هذا الطريق كان ينتهى إلى حصون المدينة المنورة القديمة اشتهر «بزقاق الجمل» وما زال معروفا إلى الآن بهذا الاسم.
وكان منزل «أنس بن مالك» السعيد فى الجهة الشامية من سور المدينة وبين هذا المنزل وبين «زقاق الجمل» بيت «فاطمة بنت قيس» وفى اتصاله أرض «دار موسى» من بيوت قهيطم. واشترى هذه المنازل وساحة «دار رسام» فى اتصالها القاضى الفاضل فيما بعد وبنى على أرضها رباطا فاخرا. وكان منزل «عمرو بن عاص السهمى» فى جهة الطريق الذى ينتهى إلى حى حوش حسن، وكان هذا الطريق فى اتصال هذا الرباط،وفى جهة منتهى رباط السبيل (١) وكان بجانب دار عمرو بن العاص السهمى دار «خالد بن الوليد» ولما انقطعت ذرية خالد بن الوليد انتقلت تلك الدار إلى أولاد أخيه عبد الله بن الوليد.
(١) الجزء الأمامى من هذا الرباط ساحة الدار المنسوبة لخالد بن الوليد.